بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم
وصف الله الموت مصيبة فهذا وصف لا يختلف بها المسلمون. قال تعالي: إن أنتم ضربتم في الأرض فأصابتكم مصيبة الموت. فالموت مصيبة فعلا من ساعة الاحتضار وفراق الاحبة والغرغرة والسكرات فقد اكد رسول الله صلي الله عليه وسلم ان للموت لسكرات فقال لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، إِنَّ لِلْمَوْتِ سَكَرَاتٍ ، ثُمَّ نَصَبَ يَدَهُ فَجَعَلَ يَقُولُ: فِي الرَّفِيقِ الأَعْلَى حَتَّى قُبِضَ وَمَالَتْ يَدُهُ
فمصيبة الموت هوترك ومفارقة الاحبة والخلان والاهل وفراق الزوجة زوجها ويتم الاولاد والموت مصيبة للاحياء اشد من الميت لان الميت اما ان يستريح او يستراح منه قال صلي الله عليه وسلم مُسْتَرِيحٌ وَمُسْتَرَاحٌ مِنْهُ
قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الْمُسْتَرِيحُ وَالْمُسْتَرَاحُ مِنْهُ؟
قَالَ : الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ يَسْتَرِيحُ مِنْ نَصَبِ الدُّنْيَا وَأَذَاهَا إِلَى رَحْمَةِ اللَّهِ ، وَالْعَبْدُ الْفَاجِرُ يَسْتَرِيحُ مِنْهُ الْعِبَادُ وَالْبِلَادُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ
قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الْمُسْتَرِيحُ وَالْمُسْتَرَاحُ مِنْهُ؟
قَالَ : الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ يَسْتَرِيحُ مِنْ نَصَبِ الدُّنْيَا وَأَذَاهَا إِلَى رَحْمَةِ اللَّهِ ، وَالْعَبْدُ الْفَاجِرُ يَسْتَرِيحُ مِنْهُ الْعِبَادُ وَالْبِلَادُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ
لان بعده تترمل زوجته وَيُتْمُ الاطفال الذي كان يعولهم وكان سندا لهم اما الراحل فقد طويت صفحته ايًا ما كانت اما اقرانه واحبائه هم الذين يتعذبون من ورائه ويستوحشون ويتألمون ويحزنون ويجزعون فالفراق بين الاحبة مصيبة كبري كما نعتها الله سبحانه وتعالي ولكن من البد من احبائه وخلانه واولاده وزوجته ان يرحبوا بهذه المصيبة بصدر منشرح لان هذا قضاء الله وان يمتثلو بقدر الله ويستسلموا بما اراد الله فلا راد لقضائه قال رسول الله صلي الله عليه وسلم (ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب) وعلي المسلم الا يكره لقاء الله لأن لقائه حتم محتوم (من أحب لقاء الله أحب الله لقاه، ومن كره لقاء الله كره الله لقائه)
فلا بد للمؤمن ان يفهم المصيبة اعتقادا سليما ايمانيا فالمصيبة عند رؤى الناس انها مصيبة ولكن عند الله تؤجر فالمصيبة في ذاتها سعادة المؤمن التقي في دار الاخرة (ما يُصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يُشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه) فالمصيبة للمؤمن ليست عقوبة من الله انما هي ابتلاء من الله ليمتحن عبده قدر ايمانه واستسلامه لقضاء ربه ويميز الله من يدعي الايمان الباطل ومن هو مؤمن حقا فلا بد من اظهار حقيقة المسلم امام نفسه وامام الاخرين فهي غربلة بين المسلمين فمن عرف قدر نفسه حين وقوع المصيبة بقلة ايمانه وعدم تحمل قلبه قضاء الله فلا بد ان يتدارك لاصلاحها فهي تمييز الخبيث من الطيب ليبن من هو شاكر بنعم الله ومن هو ساخط بقدر الله وهذه حكمة بالغة عند الله فانه يبتليك بالسراء والضراء فهي مراقبة لعبده وامتحانه اياه فهل يشكر العبد في الرخاء وهل يصبر في الشدة والبلاء وفقد الحبيب ونزول البلية والمصيبة والابتلاء ليؤجر الله عبده خير الاجر في الدنيا والاخرة وقد امتحن الله نبينا ابراهيم عليه الصلاة والسلام بذبح ابنه فقد نجح عليه الصلاة والسلام فقد قام بما امر الله وادى كما اراد الله ولكن كان هذا ابتلاءا وامتحانا (فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ. وَنَادَيْنَاهُ أَن يَا إِبْرَاهِيم. قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا ۚ إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ)
فاعلم يا اخي ان الدنيا دار ابتلاء وليس دار جزاء (إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا) فلا بد للعبد ان يعلم انه في امتحان مع الله فلا سخط ولا جزع لفقد فقيد عزيز فليس للعبد ان يضخم قدر المصيبة فعليه ان يذكر قدر اجرها عند الله وتقربه الى الله وايًا كانت المصيبة فلا بد ان يستقبل المؤمن بالرضى والقبول والتحلي بالصبر وعدم السخط والتبرم
كن عن همومك معرضاً *** وكِلِ الأمور إلى القضا
وأنعم بطول سلامــــــة *** تُسليك عمّا قد مضـى
فلربما اتسع المضيــق *** وربما ضاق الفضــــا
ولَرُبَّ أمرٍ مسخــــــطٍ *** لك في عواقبه رضى
الله يفعل ما يشـــــــاءُ *** فلا تكن متعرضـــــــا
ولا بد للمؤمن ان يحمل في قلبه وعقله ولا تفارق في ذاكرته ان الموت لا بد منه ولا مفر منه وهو جزء من حياتنا وديننا وعقيدتنا وعلي المسلم ان يستعد لساعة الاجل فلا جزع للموت ولا فزع ولتعلم كل نفس انها في طابور الانتظار للموت: (كل نفس ذائقة الموت) (قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرّاً وَلاَ نَفْعاً إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاء أَجَلُهُمْ فَلاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ)
اذاً فلم الغرابة فهذا حتم واجل منتظر ومرتقب وذكر الموت هو من الأعمال الصالحة وقربة الي الله وكان رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول (أَكْثِرُوا ذِكْرَ هَادِمِ اللَّذَّاتِ قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَمَا هَادِمُ اللَّذَّاتِ ؟ قَالَ : الْمَوْتُ) (زار النبي صلى الله عليه و سلم قبر أمه فبكى و أبكى من حوله فقال : استأذنت ربي أن أستغفر لها فلم يؤذن لي و استأذنته في أن أزور قبرها فأذن لي . فزوروا القبور فإنها تذكر الموت و عن ابن ماجة ، عن ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : كنت نهيتكم عن زيارة القبور . فزورها . فإنها تزهد في الدنيا و تذكر الآخرة)
لان ذكر الموت فيه عدة منافع جليلة ويزداد فيه قوة الايمان فلا يزني زان حين يزني لو تذكر الموت لأنه يقول في نفسه ما ذا سيكون حالي ومصيري وخاتمتي لو مت وأنا في حالة الزنا ويحجم عن الزنا وهكذا السارق وكل من اراد الفواحش لأن الاعمال بالخواتيم ومن كان خاتمة سيئة والعياذ بالله ختم بما هو عليه (إن العبد ليعمل عمل أهل النار وإنه من أهل الجنة، ويعمل عمل أهل الجنة وإنه من أهل النار. الأعمال بالخواتيم)
ورسول الله صلي الله عليه وسلم حين مات ابنه ابراهيم كان يقول (إن العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون)
وهذا قمة الاستسلام والانقياد لقدر الله والرضي بما اخذ الله فلا سخط ولا جزع ولكنه صبر بما قضي الله (إن لله ما أخذ ، وله ما أعطى ، وكل شيء عنده بأجل مسمى ، فاصبر واحتسب) كما قال نبي الله يعقوب عليه افضل الصلاة والسلام علي ابنائه لما قالوله (قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ) فاجاب لهم (فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ) فاسند الامر الي ربه واستسلم.
نعم, الابناء هم مهجة القلوب وان لفراقهم لحزن شديد ولوعة وحرقة في النفوس وان نوحا عليه الصلاة والسلام اشتكي لربه لفقد ابنه ومع انه كان كافرا وعاقا لوالده ولكن هذا حنان الابوة والرحمة للابناء ولكن نوحا عليه الصلاة والسلام لما امر ربه بكف الشكوي استسلم وانقاد امر الله (يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۖ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ.
ومن المؤكد ان العين لتدمع والقلب ليحزن وهي من آثار الرحمة وليست سخط الله ولا بد للمرء ان يسترجع لله حين يفقد ابنه ووالده او حبيبا قريبا وعزيزا له فالدمعة والحزن هي رحمة وحنان جعلها الله في قلوب عباده الرحماء (وإنما يرحم الله من عباده الرحماء) فلا بد الصبر بقضاء الله والاحتساب وابتغاء الاجر من الله (انما يوفي الصابرون اجرهم بغير حساب) فالحقيقة ان فقدان الآباء والاحبة هي لوعة في الفؤاد وحرقة في الاكباد فيه الم وتقطع القلوب ولكن لا بد من استعانة الصبر والرضي بمقادير الله واحتساب الاجر من الله فاعلم انك عقدت مع الله عقدا غليظا بأنك تؤمن القدرخيره وشره (الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقَدَر خيره وشره) فهذا محض الايمان فلم الجزع والفزع والسخط بقدر الله فاعلم ان القدر لا يأتي دائما بما يفرحك فأنت دائما ايها المسلم في خضم بحر متلاطم من الابتلاءات فاذا جاء الخطب المحتوم والاجل المكتوب فعليك بالصبر والاستسلام وحسن الظن لله فاذا غابت عنك البلاء والمحن والبلية فاعلم انها نازلة عند قوما آخرين فلا نعمة تدوم ولا تفا رقك ولا مصيبة تسكن في دارك طول الامد انها ساعة وساعة وهكذا الحياة تفرحك دهرا وتحزنك يوما فلا تكن في شجون دائم
كل ابن انثي وان طالت سلامته يوما علي آلة حدباء محمول
فاذا حملت الي المقابر جنازة فاعلم انك بعدها محمول
******************************************
تزود من التقوى فإنك لا تدري *** إذا جن ليل هل تعيش إلى الفجر
فكم من فتى أمسى وأصبح ضاحكاً***وقد نسجت أكفانه وهو لا يدري
وكم من عروس زينوها لزوجها***وقد قبضت أرواحهم ليلة القدر
وكم من صغار يرتجى طول عمرهم ***وقد أدخلت أجسادهم ظلمة القبر
وكم من صحيح مات من غير علة***وكم من سقيم عاش حيناً من الدهر
فكم من فتى أمسى وأصبح ضاحكاً***وقد نسجت أكفانه وهو لا يدري
وكم من عروس زينوها لزوجها***وقد قبضت أرواحهم ليلة القدر
وكم من صغار يرتجى طول عمرهم ***وقد أدخلت أجسادهم ظلمة القبر
وكم من صحيح مات من غير علة***وكم من سقيم عاش حيناً من الدهر
فان فراق الامهات وموت من هو عزيز عليك هو انكسار في القلوب وحسرة في النفوس ووقعة اليما وطعما مرًا علقما ولا يسيغ تدوقه فلا بد من اتساع الصدر بما قسم الله لك ان هناك بلايا ومصائب لا يقدر تحملها بالعواتق ولا يقدر حملها الاقوياء ولكن قلب المؤمن المعمور بالايمان يتلذذ بها ولا يشعر ثقلها اما البكاء والنحيب والدموع فهذا لا ينافيه الايمان ولا ينكره ولكن هذا عطف المؤمن ولين جانبه وحنانه لفقيده الغالي وعجبا لقلب المؤمن يتحمل لكلتا الحالتين حالة الضراء وحالة السراء (عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير ، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن ؛ إن أصابته سرّاء شكر ؛ فكان خيراً له ، وإن أصابته ضرّاء صبر ؛ فكان خيراً له) واما غير المؤمن فهو يريد ان يعيش في الحياة على حالة واحدة وجانب واحد من الحياة فلا يهتم الا السراء ويمقت حين الضراء (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَىٰ حَرْفٍ ۖ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ ۖ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَىٰ وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ) (فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ. وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ) اما المؤمن الصالح لا يعرف التسخط بقدر الله ولا النياحة ولا الجزع فان كل هذا ليس من التسليم والرضى فلتعلم ايها المسلم ان كل هذا لا يزيد الا حرفة ولوعة واسى والقنوط من رحمة الله والبعد عن الله (إنما الصبر عند الصدمة الأولى) فما فائدة الجزع والسخط بقضاء الله ان صبرت فلك الاجر بما قضى الله اليك وان جزعت وسخطت اجرى الله عليك بقضائه وانت آثم فمن المستحسن ان تستقبل بقضاء الله بصدر رحب منشرح واسع ووجه طلق وقلب كبير يتلذذ بابتلاء الله
فلكل يموت من على وجه الارض سواء رضي ام سخط فلا حاجة للاعتراض وحب الحياة وكره الموت. يموت الصحيح والعليل والصالح والطالح والصغير والكبير هي حياة محدودة محددة مؤقتة الى اجل معدود مفارقة الحياة امر محتوم ومصير مقدور لا محالة له ولكن المؤسف والمخزي من تفرط في الله فالمعتبر ما هي نهايتك وماذا قدمت لنفسك يوم العرض يوم الوقوف بين يدي الله (يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي.فَيَوْمَئِذٍ لَّا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ. وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ. يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ. ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً. فَادْخُلِي فِي عِبَادِي. وَادْخُلِي جَنَّتِي) فلا داعي لكثرة الشكوى وسخط الكلام وتوتر الاعصاب والقلق والغم والهم وصرخة لا تفيد وهذا قدر الله ومشيئته فما فائدة ان تعيش بالويل والثبور فلا مناص الا بالرضى فمن رضي عن الله رضي الله عنه فاذا استسلمت ملأ الله قلبك القناعة وفرغ عنك الهموم والغم ورفع عنك الكرب وخفف عنك الالم فاما ما نراه في مجتمعنا اليوم من النساء منهن الصالقة والحالقة والشاقة فمنهن من يدعين الويل والثبور فاولات برأ نبي الله منهن فاولات لا يفيدون الا تجديد الخرن والاسى اكيد ان مصيبة الموت صعبا وجلل ولا يتحملها الا قلة من المؤمنين ولكن الرضى والصبر والشكر هو الذي يشفي قلب المؤمن ويطفئ غليله وحسرته ولعل الله يعوضك ايها المؤمن فيما فقدت وابدلك خير منه
فلرب أمـر محـزن *** لك في عواقبه الرضا
ولربمـا اتسع المضيق *** وربما ضاق الفضـا
فاعلم يا اخي ان كل ما نملك من الدنيا من مال وكنز وجاه ونفس فهي ملك لله فهي مستودعة لنا في زمن محدود واجل مقدر وفي النهاية ترجع وتعود الى موجدها فهو الله الواحد الاحد الذي لا يموت ولا يزول ملكه ولا يفنى كنزه ولا تنفذ خزائنه فاذا علم العبد ان ماله وولده واهله وجاهه ملك لله فاعتبرها عارية ونحن مستعيرون من الله فاذا اخذها الله في اجلها المحدود فلا سخط فلا بد المعير يأخذ عاريته من المستعير
دع الأيام تفعــــــــل ما تشــاء ..... وطب نفسا إذا حكم القضاء
ولا تجــــــــزع لحادثة الليالي ..... فما لحـــوادث الدنيا بقـــــاء
وكن رجلا على الأهوال جلدا ..... وشيمتك السماحة والوفـــاء
وإن كثرت عيوبك في البرايا ..... وسرك أن يكون لها غطـاء
تستر بالسخاء فكـل عيــــــب ..... يغطيه كمـا قــيــل السخـــاء
ولا تــــــر للأعادي قــط ذلا ..... فإن شماتة الأعدا بـــــــــلاء
وكن رجلا على الأهوال جلدا ..... وشيمتك السماحة والوفـــاء
وإن كثرت عيوبك في البرايا ..... وسرك أن يكون لها غطـاء
تستر بالسخاء فكـل عيــــــب ..... يغطيه كمـا قــيــل السخـــاء
ولا تــــــر للأعادي قــط ذلا ..... فإن شماتة الأعدا بـــــــــلاء
ولا ترج السماحة مــن بخيل ..... فما في النــــــار للظمآن ماء
ورزقك ليـــس ينقصه التأني ..... وليس يزيد في الرزق العناء
ولا حزن يــدوم ولا ســرور ..... ولا بؤس عليك ولا رخــــاء
إذا ما كنــــت ذا قـلب قنـوع ..... فأنت ومالك الدنيا ســــــــواء
ومــــن نزلت بساحته المنايا ..... فلا أرض تقيه ولا سمــــــاء
وأرض الله واسعة ولــــكــن ..... إذا نزل القضا ضاق الفضاء
ورزقك ليـــس ينقصه التأني ..... وليس يزيد في الرزق العناء
ولا حزن يــدوم ولا ســرور ..... ولا بؤس عليك ولا رخــــاء
إذا ما كنــــت ذا قـلب قنـوع ..... فأنت ومالك الدنيا ســــــــواء
ومــــن نزلت بساحته المنايا ..... فلا أرض تقيه ولا سمــــــاء
وأرض الله واسعة ولــــكــن ..... إذا نزل القضا ضاق الفضاء
دع الأيام تغـــــدر كل حيــن ..... فما يغني عن المــوت الدواء
No comments:
Post a Comment