Saturday, 27 September 2014

هل المسلم حر في اعماله واقواله ام هو مقيد بحدود الله؟

بسم الله الرحمن الرحيم 
الحمد لله والصلاة والسلام علي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى ءاله وصحبه وسلم

ان مع الاسف الشديد ان بعض من المسلمين يروجون فكرة مضللة مسمومة بين المسلمين يدعون ان ديننا دين فيها الحرية المطلقة تتعامل مع الناس سواء كانوا كفار او مسلمين بحرية واسعة ومع الاديان الاخرى بحرية واختلاط مع المجتمع بشتى انواعه بلا قيود ولا احكام ولا حدود اننا احرار كالريح المرسلة فاعلم يا اخي حتى ان الريح ليست حرة يقول الله سبحانه وتعالى (تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لَا يُرَىٰ إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ ۚ كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ) الا ترى حتى ان الريح ليست حرة امرها الله ان تدمر بعض وتترك بعض ففعلت بامر الله فاين لك هذه الترهات والخرافات التي لا اصل لها 
اولا لابد ان نصحح هذه الفكرة ان المسلم ليس حراً انما مقيد باوامر الله واحكامه واوامره ونواهيه انما ديننا دين فيه الرحمة والتيسير وليس الدين حرج (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر) (وما جعل عليكم في الدين من حرج
وقال صلى الله عليه وسلم (وعن أنس رضي الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ “يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا) ان هذه الاحاديث والاءيات تتحدث عن التيسير والتخفيف وليست عن الحرية 
اعلم يا اخي ان المسلم ليس حراً بحركاته وسكناته انما هو مقيد بشرع الله واحكامه واوامره ونواهيه حتى الانبياء ليسوا احراراً عن قيود الله واحكامه وشرائعه الا ترى اول الانبياء واول خلق الله ءادم عليه الصلاة والسلام نهى عنه اكل الشجرة وهو في الجنة (ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين) اول نهي في حياة البشرية بدأت حياتنا بالنهي والطاعة باوامر الله  
والانبياء عليهم الصلاة والسلام ليسوا لديهم حرية التصرف يقول الله في حق نبيه محمد صلى الله عليه وسلم (عفا الله عنك لم أذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين) (يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضاة أزواجك والله غفور رحيم
وفي نبينا يونس عليه الصلاة والسلام لما خالف امر الله وترك قومه قال تعالى (فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِي بَطْنه إِلَى يَوْم يُبْعَثُونَ
هذه الاءيات توضح لنا حتى ان الانبياء مقيدين باوامر الله وحكمه فمن اين لك ايها المسكين الحرية التي تدعي عنها 
أيها المسلم انك لست حراً حتى في كيفية عبادة الله كيف تعبده وكيف تستقيم وكيف تلتزم اوامر الله ونواهيه يقول الله (فَلِذَٰلِكَ فَادْعُ ۖ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ ۖ وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ ۖ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ ۖ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ ۖ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ ۖ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ ۖ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا ۖ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُولو تقول علينا بعض الأقاويل ( 44 ) لأخذنا منه باليمين ( 45 ) ثم لقطعنا منه الوتين ( 46 ) فما منكم من أحد عنه حاجزين ( 47 ) الا ترى حتى ان النبي صلى الله عليه وسلم ليس حراً ان يعبد الله كما يشاء انما يتبع ما اوحي اليه ولا يخالف (اتبع ما أوحي إليك من ربك لا إله إلا هو وأعرض عن المشركين) ويقول النبي صلى الله عليه وسلم ([ ص: 176 ] الحديث الخامس عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردرواه البخاري ومسلم ، وفي رواية لمسلم من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد).
أيها المسلمم انت لست حراً حتى لمن تصاحب ولمن تتعامل معه سواءً كان مسلماً او غير مسلم سواء كانت معاملة دينية او دنيوية قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا ( 74 ) إذا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ثم لا تجد لك علينا نصيرا ( 75 )
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم (عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا , قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " الْمَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلْ " . رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ , وَأَبُو عِيسَى)    (عن أبي موسى رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " مثل الجليس الصالح والسوء ، كحامل المسك ونافخ الكير ، فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه ، وإما أن تجد مه ريحا طيبة ، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك ، وإما أن تجد منه ريحا خبيثة " . متفق عليه)
وايضا اخي المسلم انك لست حراً في مشيتك ولا لرفع صوتك ولا يجوز لك ان تمشي مشية الخيلاء والعجب والتكبر والبطر والاستعلاء على الناس قال تعالى (ولا تمش في الأرض مرحا إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا كل ذلك كان سيئه عند ربك مكروها ذلك مما أوحى إليك ربك من الحكمة ولا تجعل مع الله إلها آخر فتلقى في جهنم ملوما مدحورا) (وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ ۚ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (خرج رجل ممن كان قبلكم في حلة له يختال فيها ، فأمر الله الأرض فأخذته فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة
ولست حراً في اقوالك لانك كل كلمة تقولها او كل لفظ تلتفظ به محاسب عند الله يقول الله (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد) (وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا) ويقول النبي صلى الله عليه وسلم (عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:((إِنَّ العبد ليتكلّم بالكلمة -مِنْ رضوان الله- لا يُلْقِي لها بالاً، يرفعه الله بها في الجنة, وإن العبد ليتكلم بالكلمة -من سَخَط الله- لا يُلْقِي لها بالاً، يهوي بها في جهنم))[أخرجه البخاري ومسلم في الصحيح, والترمذي في سننه, ومالك في الموطأ]

ولست حراً اخي المسلم في اكلك وشربك ولا يجوز لك إلا ان تأكل الطيبات وألا تقرب المحارم ولا الاصراف عن الاكل والشرب قال تعالى (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ) (يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين)
وايضا انك اخي المسلم لست حراً في تصرف مالك الذي جمعته من عرق جبينك وتعبت فيه وسهرت فيه الليالي قال تعالى (إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ ۖ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا) (وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَىٰ عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا)
اخي المسلم انك لست حراً كما تدعي الحرية المطلقة التي لا قيد لها انما انت عبد مأمور تقيدك اوامر الله ونهاهيه وان تلتزم باوامر الله واحكامه ولا يجوز لك ان تخالف اوامر الله ديننا دين وسطية فيه الرحمة والتيسير والتخفيف وليس فيها حرج يريد الله بنا اليسر وليس العسر من اين لكم هذه الحرية التي تدعون وتضللون الناس وتروجونه وتنشرون 
اتقوا الله في حق عباد الله    









  

Tuesday, 23 September 2014

لا رهبانية في الاسلام

بسم الله الرحمن الرحيم 
الحمد لله والصلاة والسلام علي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى ءاله وصحبه وسلم

ان ديننا لم يأمرنا بالرهبانية انما ذم الرهبانية وسماها بدعة وخلافا بما امرنا الله سبحانه وتعالى ولم يكتب علينا 
ولقد أرسلنا نوحا وإبراهيم وجعلنا في ذريتهما النبوة والكتاب فمنهم مهتد وكثير منهم فاسقون(26) ثم قفينا على آثارهم برسلنا وقفينا بعيسى ابن مريم وآتيناه الإنجيل وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها فآتينا الذين آمنوا منهم أجرهم وكثير منهم فاسقون (27)
لم يأمرنا الله ولا رسوله صلى الله عليه وسلم ان نأكل ونلبس الخشن والا ننام ونبتعد عن جماعة المسلمين وان نسكن الجبال والكهوف ونعيش في خلوة بعيدا عن المسلمين ظننا ان هذا تعبدا لله وتقربا اليه وطلبا في اجره 
وعن أنس رضي الله عنه قال‏:‏ جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم، فلما أخبروا كأنهم تقالوها وقالوا‏:‏ أين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم قد غفر الله له تقدم من ذنبه وما تأخر‏.‏ قال أحدهم‏:‏ أما أنا فأصلي الليل أبداً وقال الآخر‏:‏ وأنا أصوم الدهر أبداً ولا أفطر، وقال الآخر‏:‏ وأنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبداً، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم فقال‏:‏ ‏ "‏أنتم الذين قلتم كذا وكذا‏؟‏‏!‏ أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.
‏وان الله جعلنا خلفاء الارض وان نعمر الارض ونتعلم العلم ونكسب الحلال واذا انقطعنا عن الدنيا واشتغلنا بعبادة الله وحده فمن الذي يقوم بخلافة الارض وتعميرها 
قال تعالى (وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون)
(وهو الذي جعلكم خلائف الأرض ورفع بعضكم فوق بعض درجات ليبلوكم في ما آتاكم إن ربك سريع العقاب وإنه لغفور رحيم)
وليس طلب الرزق وجمع المال والجاه والسلطة امرا مذموما اذا كان الطلب مما يبيح الله 
قال تعالى (قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي ۖ إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ) واجاب الله بطلب نبيه سليمان عليه الصلاة والسلام وجعله ملكا وغنيا وذوا ملك 
(هَٰذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ)
اذاً هذه الاءية تدل على ان التوسع في العلم والمال والجاه ليس امرا محرما ولا مذموما لان الله خلق الكون بما فيه من نعم وخيرات من اجلنا ولم يخلقها عبثا ولا ان ننقطع عنها 
ونبي الله يوسف عليه الصلاة والسلام طلب من الملك ان يجعله خازن الملك لانه حفيظ عليم (قال اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم)
ونبي الله داوود ءاتاه الله الملك والحكم والنبوة ( فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ) 
ولم يأمرنا الله ان نلبس الخشن والمرقع ولباس الصوف المختص بالرهبان قال تعالى ( يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين)
وقد امرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان نغتسل بالجمعة والاعياد ونلبس لباس البيض والجديد وامر الرجال ان يتعطروا وان يحضروا الجمعة والجماعة
قال رسول الله (حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَيُّوبَ، وَيُونُسَ، وَحَبِيبٍ، وَيَحْيَى بْنِ عَتِيقٍ، وَهِشَامٍ، - فِي آخَرِينَ - عَنْ مُحَمَّدٍ، أَنَّ أُمَّ عَطِيَّةَ، قَالَتْ أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ نُخْرِجَ ذَوَاتِ الْخُدُورِ يَوْمَ الْعِيدِ ‏.‏ قِيلَ فَالْحُيَّضُ قَالَ ‏"‏ لِيَشْهَدْنَ الْخَيْرَ وَدَعْوَةَ الْمُسْلِمِينَ ‏"‏ ‏.‏ قَالَ فَقَالَتِ امْرَأَةٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ لَمْ يَكُنْ لإِحْدَاهُنَّ ثَوْبٌ كَيْفَ تَصْنَعُ قَالَ ‏"‏ تُلْبِسُهَا صَاحِبَتُهَا طَائِفَةً مِنْ ثَوْبِهَا ‏")
ولم يأمرنا الله بانقطاع عن الدنيا وجماعة المسلمين وحضور الجماعات والجمعة 
انما امرنا ووجب علينا بحضور الجمعة والجماعة وطلب الرزق قال تعالى ( ياأيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون ( 9 ) فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون)
ولم يأمرنا الله ان نأكل الخشن من الطعام انما اباح لنا من صنوف الطعام والطيبات ( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ)
فمن اين هؤلاء الرهبان من كل هذه الادلة الواضحة والاءيات الباهرة الساطعة المنيرة الذين ينقطعون عن الدنيا وينفرون من جماعة المسلمين الى الكهوف والجبال والخلوة عن خلق الله ويتفرغون للعبادة فقط ويدعون انهم زهاد عباد صوامون قوامون ويقتنعون بالقليل ما هي ادلتهم وما دليلهم ولم يعلموا هؤلاء ان رسول الله بارك امته في بكورها
وان يد العليا خير من اليد السفلى وان العمل عبادة 
ويقول الله سبحانه وتعالى (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ
ويقول ايضا في موضع ءاخر (أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج ( 6 ) والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج ( 7 ) تبصرة وذكرى لكل عبد منيب ( 8 ) ونزلنا من السماء ماء مباركا فأنبتنا به جنات وحب الحصيد ( 9 ) والنخل باسقات لها طلع نضيد ( 10 ) رزقا للعباد وأحيينا به بلدة ميتا كذلك الخروج)   























Monday, 22 September 2014

هل تكرار الذنوب يخرج صاحبه عن الملة؟

بسم الله الرحمن الرحيم 
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى ءاله وصحبه وسلم 

حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ الْفَتْحِ ، قَالَ . ح مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى ، قَالَ . ح أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، قَالَ . ح زَيْدُ بْنُ حُبَابٍ ، قَالَ . ح عَلِيُّ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَاهِلِيُّ ، قَالَ . ح قَتَادَةُ ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ " .

ان هناك من المسلمين من يعتقد ان تكرار الذنوب وزلات العباد تخرجهم عن الملة ويستدلون بالاءية الكريمة (إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم سبيلا) وهذا استدلال خاطىء لان الاءية تدل على الكفر وخروج عن الدين  
اخبرنا الرسول عليه الصلاة والسلام بأن ابن ءادم دائما في خطأ مستمر وزلة متكررة ولكن خيرهم - هم التوابون وهذا يدل على ان الانسان في كل ءان وحين في خطأ مستمر وهذا يدل على قول الله (إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين) على ان عباده دائما توبه مستمرة 
يقول الله سبحانه وتعالى (الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ ۚ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ ۚ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ ۖ فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ ۖ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَىٰ)
وقد غفر الله سبحانه وتعالى كثيرا من خلقه كانوا يستمرون في الذنوب والمعاصي والفواحش سبحان الله وسعت رحمته على عباده. 
قال رسول الله (عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " بينما كلب يطيف بركية ، كاد يقتله العطش ، إذ رأته بغي من بغايا بني إسرائيل ، فنزعت موقها ، فسقته فغفر لها به ") 
وهذه المرأة كانت تحترف الزنا وتكتسب من الزنا وكانت في معصية دائمة ومستمرة ومع هذا غفرها الله لها وادخلها الجنة بسبب انها سقت كلب كاد يقتله العطش 
وفي موضع ءاخر قال رسول الله (كان فيمن كان قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفسا ، فسأل عن أعلم أهل الأرض ، فدُلَّ على راهب ، فأتاه فقال : إنه قتل تسعة وتسعين نفسا ، فهل له من توبة ، فقال : لا ، فقتله فكمل به مائة ، ثم سأل عن أعلم أهل الأرض ، فدُلَّ على رجل عالم ، فقال : إنه قتل مائة نفس ، فهل له من توبة،  فقال : نعم ، ومن يحول بينه وبين التوبة ، انطلق إلى أرض كذا وكذا ، فإن بها أناسا يعبدون الله ، فاعبد الله معهم ، ولا ترجع إلى أرضك ، فإنها أرض سوء ، فانطلق حتى إذا نصَفَ الطريق أتاه الموت ، فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب ، فقالت ملائكة الرحمة : جاء تائبا مقبلا بقلبه إلى الله ، وقالت ملائكة العذاب : إنه لم يعمل خيرا قط ، فأتاهم ملَكٌ في صورة آدمي ، فجعلوه بينهم ، فقال : قيسوا ما بين الأرضين ، فإلى أيتهما كان أدنى فهو له ، فقاسوه فوجدوه أدنى إلى الأرض التي أراد ، فقبضته ملائكة الرحمة . قال قتادة : فقال الحسن : ذُكِرَ لنا أنه لما أتاه الموت نأى بصدره)
وهذا الحديث يدل على ان هذا الرجل لم يعمل حسنة قط في حياته وكان يقوم بقتل الانفس البريئة واستمر وتكرر ومع انه غفره الله بعد كل هذه الذنوب بتوبة صادقه اتى بها ولم يعمل حسنة واحدة في حياته. 
وهناك رجل ءاخر ممن كان قبلنا اسرف على حياته الذنوب والمعاصي والكبائر فغفره الله وادخله الجنة قال رسول الله (عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : كَانَ رَجُلٌ يُسْرِفُ عَلَى نَفْسِهِ فَلَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ قَالَ لِبَنِيهِ إِذَا أَنَا مُتُّ فَأَحْرِقُونِي ثمَّ اطْحَنُونِي ثُمَّ ذَرُّونِي فِي الرِّيحِ فَوَاللَّهِ لَئِنْ قَدَرَ على رَبِّي لَيُعَذِّبَنِّي عَذَابًا مَا عَذَّبَهُ أَحَدًا فَلَمَّا مَاتَ فُعِلَ بِهِ ذَلِكَ فَأَمَرَ اللَّهُ الأَرْضَ فَقَالَ اجْمَعِي مَا فِيكِ مِنْهُ فَفَعَلَتْ فَإِذَا هُوَ قَائِمٌ فَقَالَ مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ قَالَ يَا رَبِّ خَشْيَتُكَ فَغَفَرَ لَهُ وَقَالَ غَيْرُهُ مَخَافَتُكَ يَا رَبِّ)
سبحان الله غفره الله وادخله الجنة بسبب مخافته من ربه مع جهله ان الله قادر على ان يجمع ما في الارض وجهله ان الله قادر على كل شيء. 
وهناك كان صحابي يؤتى كل مرة بجلد شرب الخمر وكان يستمر في شربها 
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (عن عمر بن الخطاب -رضي الله تعالى عنه-:  أن رجلا على عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- كان اسمه عبد الله وكان يلقب حمارا، وكان يضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- قد جلده في الشراب، فأتي به يوما فأمر به فجلد، فقال رجل من القوم: اللهم العنه، ما أكثر ما يؤتى به، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تلعنوه؛ فوالله ما علمت إنه يحب الله ورسوله  أخرجه البخاري).
فاعلم يا عبد الله ان تكرار الذنوب والمعاصي واستمراريته لا يخرجه العبد عن الملة مادام يتوب ويستغفر ربه ويندم على ذنوبه ومعاصيه لان لكل ابن ءادم خطاء 
وان الله ليتوب الذنوب جميعا.    





































Sunday, 21 September 2014

هل العبد العاصي نحرم عنه رحمة ربه؟

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى ءاله وصحبه وسلم

 قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم. 
الا ترى يا عبد الله ان الله قد نعت عن المذنبين والعاصين والمسرفين في الذنوب والمعاصي بأنهم عباده وبشرهم بالا يقنطوا رحمة ربهم وانه يغفر الذنوب جميعا   الا ان العباد يفروا منه ويقطعوا الصلة عنه ويعظموا ذنوبهم ويخافوا عنه ولكن الله بشرهم بانه يغفر الذنوب جميعا فمن اين لنا نكفر اهل المعاصي ونسد عنهم باب الرحمة ونسميهم مجرمين فجار.
الا ترى فرعون الذي ادعى الالوهية والكبر والجبروت وقتل الابناء بغير حق لما ارسله الله نبينا موسى صلى الله عليه وسلم امره الله ان يلين له القول ولا يزجره قال تعالى ( فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى) 
ولما قال فرعون وهو في الغرق والعذاب احاطته من كل الجوانب انه ءامن بالله (وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين. آلآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين )
الا ترى رحمة الله وصلت الى حد انه كان يريد ان يغفر فرعون قبل هذا الوقت ولكن فرعون تأخر في التوبة في اوانها لان الله لا يغفر الذنوب في وقت الغرغرة
قال صلى الله عليه وآله وسلم قال ‏:‏ ‏(إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر‏)  
قال تعالى (وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ولا الذين يموتون وهم كفار أولئك أعتدنا لهم عذابا أليما)
تدل هذه الاءية ان رحمة الله واسعة لعباده ويغفرهم ولو تاب فرعون قبل الغرق وقبل الغرغرة لغفره الله 
قال تعالى (واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة وفي الآخرة إنا هدنا إليك قال عذابي أصيب به من أشاء ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَمَّا قَضَى اللَّهُ الْخَلْقَ كَتَبَ فِي كِتَابِهِ فَهُوَ عِنْدَهُ فَوْقَ الْعَرْشِ : إِنَّ رَحْمَتِي سَبَقَتْ غَضَبِي " .
مادام الله يرحم عباده ويغفر لهم فليس من حقنا نحن العباد ان نحرم العصاة والمذنبين في رحمة الله 

يقول الله في حديث القدسي ( ما من يوم إلا ويستأذن البحر ربة يقول يأرب ااذن لي أن اغرق ابن ادم فأنة أكل رزقك وعبد غيرك وتقول السماوات يأرب ااذن لي أن أطبق على ابن ادم فأنة أكل رزقك وعبد غيرك و تقول الأرض يارب أأذن لي أن ابتلع ابن ادم فأنة أكل رزقك وعبد غيرك فيقول الله تعالى دعوهم لو خلقتموهم لرحمتموهم)

ويقول ايضا ( أنى لاجدنى استحى من عبدي يرفع أليا يدية يقول يارب ارب فاردهما فتقول الملائكة إلى هنا أنة ليس أهلا لان تغفر لة فيقول الله ولكني أهل التقوى وأهل المغفرة أشهدكم أنى قد غفرت لعبدي)

ويقول في موضع ءاخر (لما عصى إبليس الله فقال الله له اخرج من الجنة فقال لة وعزتك وجلالك لأغوينهم ما دامت أرواحهم في أبدانهم فقال الله عز وجل وعزتي وجلالي لاغفرلهم ما داموا يستغفرونني)

ويقول ايضا (يا ابن ادم انك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالى يا ابن ادم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك يا ابن ادم لو لقيتني بتراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شئ لأتيتك بترابها مغفرة)

سبحان الله رحمة الله وسعت في عباده المذنبين العاصين فلم نحن عباد الله نحرم المذنبين والعاصين والمسرفين في الذنوب بهذه الرحمة الواسعة وغفران الله عباده 
يقول الله ( إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم )
الم تقرأ قول الله تعالى (إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق)
تدل على هذه الاءية ان الله اراد ان يغفر اصحاب الاخدود الذين فتنوا المؤمنين وعذبوهم وقتلوا ودعوا الالوهية وحفروا الخنادق ليعذبوا عباد الله ولكنهم لم يتوبوا ولكن لو تابوا لتاب الله عليهم   لان الله قال في حقهم ثم لم يتوبوا ولو تابوا لتاب الله عليهم 
اخي المسلم اياك ان تحرم المسلم العاصي رحمة ربه واياك ان تزجره وتوعده بعذاب الله وان تخيب ظنه  وتقطع صلته مع الله واياك ان تشرده في رحاب الله وفي رحمته لان له رب يغفره ويتوب عليه ويرحمه ويقربه حتى يتوب الى الله اللهم اجعلنا من التائبين والذين يتوبون قبل فوات الاوان وفي وقتها 
قال تعالى ( إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليما حكيما)