Monday, 22 September 2014

هل تكرار الذنوب يخرج صاحبه عن الملة؟

بسم الله الرحمن الرحيم 
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى ءاله وصحبه وسلم 

حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ الْفَتْحِ ، قَالَ . ح مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى ، قَالَ . ح أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، قَالَ . ح زَيْدُ بْنُ حُبَابٍ ، قَالَ . ح عَلِيُّ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَاهِلِيُّ ، قَالَ . ح قَتَادَةُ ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ " .

ان هناك من المسلمين من يعتقد ان تكرار الذنوب وزلات العباد تخرجهم عن الملة ويستدلون بالاءية الكريمة (إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم سبيلا) وهذا استدلال خاطىء لان الاءية تدل على الكفر وخروج عن الدين  
اخبرنا الرسول عليه الصلاة والسلام بأن ابن ءادم دائما في خطأ مستمر وزلة متكررة ولكن خيرهم - هم التوابون وهذا يدل على ان الانسان في كل ءان وحين في خطأ مستمر وهذا يدل على قول الله (إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين) على ان عباده دائما توبه مستمرة 
يقول الله سبحانه وتعالى (الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ ۚ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ ۚ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ ۖ فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ ۖ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَىٰ)
وقد غفر الله سبحانه وتعالى كثيرا من خلقه كانوا يستمرون في الذنوب والمعاصي والفواحش سبحان الله وسعت رحمته على عباده. 
قال رسول الله (عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " بينما كلب يطيف بركية ، كاد يقتله العطش ، إذ رأته بغي من بغايا بني إسرائيل ، فنزعت موقها ، فسقته فغفر لها به ") 
وهذه المرأة كانت تحترف الزنا وتكتسب من الزنا وكانت في معصية دائمة ومستمرة ومع هذا غفرها الله لها وادخلها الجنة بسبب انها سقت كلب كاد يقتله العطش 
وفي موضع ءاخر قال رسول الله (كان فيمن كان قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفسا ، فسأل عن أعلم أهل الأرض ، فدُلَّ على راهب ، فأتاه فقال : إنه قتل تسعة وتسعين نفسا ، فهل له من توبة ، فقال : لا ، فقتله فكمل به مائة ، ثم سأل عن أعلم أهل الأرض ، فدُلَّ على رجل عالم ، فقال : إنه قتل مائة نفس ، فهل له من توبة،  فقال : نعم ، ومن يحول بينه وبين التوبة ، انطلق إلى أرض كذا وكذا ، فإن بها أناسا يعبدون الله ، فاعبد الله معهم ، ولا ترجع إلى أرضك ، فإنها أرض سوء ، فانطلق حتى إذا نصَفَ الطريق أتاه الموت ، فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب ، فقالت ملائكة الرحمة : جاء تائبا مقبلا بقلبه إلى الله ، وقالت ملائكة العذاب : إنه لم يعمل خيرا قط ، فأتاهم ملَكٌ في صورة آدمي ، فجعلوه بينهم ، فقال : قيسوا ما بين الأرضين ، فإلى أيتهما كان أدنى فهو له ، فقاسوه فوجدوه أدنى إلى الأرض التي أراد ، فقبضته ملائكة الرحمة . قال قتادة : فقال الحسن : ذُكِرَ لنا أنه لما أتاه الموت نأى بصدره)
وهذا الحديث يدل على ان هذا الرجل لم يعمل حسنة قط في حياته وكان يقوم بقتل الانفس البريئة واستمر وتكرر ومع انه غفره الله بعد كل هذه الذنوب بتوبة صادقه اتى بها ولم يعمل حسنة واحدة في حياته. 
وهناك رجل ءاخر ممن كان قبلنا اسرف على حياته الذنوب والمعاصي والكبائر فغفره الله وادخله الجنة قال رسول الله (عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : كَانَ رَجُلٌ يُسْرِفُ عَلَى نَفْسِهِ فَلَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ قَالَ لِبَنِيهِ إِذَا أَنَا مُتُّ فَأَحْرِقُونِي ثمَّ اطْحَنُونِي ثُمَّ ذَرُّونِي فِي الرِّيحِ فَوَاللَّهِ لَئِنْ قَدَرَ على رَبِّي لَيُعَذِّبَنِّي عَذَابًا مَا عَذَّبَهُ أَحَدًا فَلَمَّا مَاتَ فُعِلَ بِهِ ذَلِكَ فَأَمَرَ اللَّهُ الأَرْضَ فَقَالَ اجْمَعِي مَا فِيكِ مِنْهُ فَفَعَلَتْ فَإِذَا هُوَ قَائِمٌ فَقَالَ مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ قَالَ يَا رَبِّ خَشْيَتُكَ فَغَفَرَ لَهُ وَقَالَ غَيْرُهُ مَخَافَتُكَ يَا رَبِّ)
سبحان الله غفره الله وادخله الجنة بسبب مخافته من ربه مع جهله ان الله قادر على ان يجمع ما في الارض وجهله ان الله قادر على كل شيء. 
وهناك كان صحابي يؤتى كل مرة بجلد شرب الخمر وكان يستمر في شربها 
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (عن عمر بن الخطاب -رضي الله تعالى عنه-:  أن رجلا على عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- كان اسمه عبد الله وكان يلقب حمارا، وكان يضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- قد جلده في الشراب، فأتي به يوما فأمر به فجلد، فقال رجل من القوم: اللهم العنه، ما أكثر ما يؤتى به، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تلعنوه؛ فوالله ما علمت إنه يحب الله ورسوله  أخرجه البخاري).
فاعلم يا عبد الله ان تكرار الذنوب والمعاصي واستمراريته لا يخرجه العبد عن الملة مادام يتوب ويستغفر ربه ويندم على ذنوبه ومعاصيه لان لكل ابن ءادم خطاء 
وان الله ليتوب الذنوب جميعا.    





































No comments:

Post a Comment