Sunday, 21 September 2014

هل العبد العاصي نحرم عنه رحمة ربه؟

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى ءاله وصحبه وسلم

 قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم. 
الا ترى يا عبد الله ان الله قد نعت عن المذنبين والعاصين والمسرفين في الذنوب والمعاصي بأنهم عباده وبشرهم بالا يقنطوا رحمة ربهم وانه يغفر الذنوب جميعا   الا ان العباد يفروا منه ويقطعوا الصلة عنه ويعظموا ذنوبهم ويخافوا عنه ولكن الله بشرهم بانه يغفر الذنوب جميعا فمن اين لنا نكفر اهل المعاصي ونسد عنهم باب الرحمة ونسميهم مجرمين فجار.
الا ترى فرعون الذي ادعى الالوهية والكبر والجبروت وقتل الابناء بغير حق لما ارسله الله نبينا موسى صلى الله عليه وسلم امره الله ان يلين له القول ولا يزجره قال تعالى ( فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى) 
ولما قال فرعون وهو في الغرق والعذاب احاطته من كل الجوانب انه ءامن بالله (وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين. آلآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين )
الا ترى رحمة الله وصلت الى حد انه كان يريد ان يغفر فرعون قبل هذا الوقت ولكن فرعون تأخر في التوبة في اوانها لان الله لا يغفر الذنوب في وقت الغرغرة
قال صلى الله عليه وآله وسلم قال ‏:‏ ‏(إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر‏)  
قال تعالى (وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ولا الذين يموتون وهم كفار أولئك أعتدنا لهم عذابا أليما)
تدل هذه الاءية ان رحمة الله واسعة لعباده ويغفرهم ولو تاب فرعون قبل الغرق وقبل الغرغرة لغفره الله 
قال تعالى (واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة وفي الآخرة إنا هدنا إليك قال عذابي أصيب به من أشاء ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَمَّا قَضَى اللَّهُ الْخَلْقَ كَتَبَ فِي كِتَابِهِ فَهُوَ عِنْدَهُ فَوْقَ الْعَرْشِ : إِنَّ رَحْمَتِي سَبَقَتْ غَضَبِي " .
مادام الله يرحم عباده ويغفر لهم فليس من حقنا نحن العباد ان نحرم العصاة والمذنبين في رحمة الله 

يقول الله في حديث القدسي ( ما من يوم إلا ويستأذن البحر ربة يقول يأرب ااذن لي أن اغرق ابن ادم فأنة أكل رزقك وعبد غيرك وتقول السماوات يأرب ااذن لي أن أطبق على ابن ادم فأنة أكل رزقك وعبد غيرك و تقول الأرض يارب أأذن لي أن ابتلع ابن ادم فأنة أكل رزقك وعبد غيرك فيقول الله تعالى دعوهم لو خلقتموهم لرحمتموهم)

ويقول ايضا ( أنى لاجدنى استحى من عبدي يرفع أليا يدية يقول يارب ارب فاردهما فتقول الملائكة إلى هنا أنة ليس أهلا لان تغفر لة فيقول الله ولكني أهل التقوى وأهل المغفرة أشهدكم أنى قد غفرت لعبدي)

ويقول في موضع ءاخر (لما عصى إبليس الله فقال الله له اخرج من الجنة فقال لة وعزتك وجلالك لأغوينهم ما دامت أرواحهم في أبدانهم فقال الله عز وجل وعزتي وجلالي لاغفرلهم ما داموا يستغفرونني)

ويقول ايضا (يا ابن ادم انك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالى يا ابن ادم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك يا ابن ادم لو لقيتني بتراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شئ لأتيتك بترابها مغفرة)

سبحان الله رحمة الله وسعت في عباده المذنبين العاصين فلم نحن عباد الله نحرم المذنبين والعاصين والمسرفين في الذنوب بهذه الرحمة الواسعة وغفران الله عباده 
يقول الله ( إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم )
الم تقرأ قول الله تعالى (إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق)
تدل على هذه الاءية ان الله اراد ان يغفر اصحاب الاخدود الذين فتنوا المؤمنين وعذبوهم وقتلوا ودعوا الالوهية وحفروا الخنادق ليعذبوا عباد الله ولكنهم لم يتوبوا ولكن لو تابوا لتاب الله عليهم   لان الله قال في حقهم ثم لم يتوبوا ولو تابوا لتاب الله عليهم 
اخي المسلم اياك ان تحرم المسلم العاصي رحمة ربه واياك ان تزجره وتوعده بعذاب الله وان تخيب ظنه  وتقطع صلته مع الله واياك ان تشرده في رحاب الله وفي رحمته لان له رب يغفره ويتوب عليه ويرحمه ويقربه حتى يتوب الى الله اللهم اجعلنا من التائبين والذين يتوبون قبل فوات الاوان وفي وقتها 
قال تعالى ( إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليما حكيما)  






     

No comments:

Post a Comment