Tuesday, 28 October 2014

وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي

بسم الله الرحمن الرحيم 
الحمد لله والصلاة والسلام علي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى ءاله وصحبه وسلم

(حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ صَالِحٍ أَبِي الْخَلِيلِ، عَنْ سَفِينَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ كَانَ يَقُولُ فِي مَرَضِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ ‏ "‏ الصَّلاَةَ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ‏"‏ ‏.‏ فَمَا زَالَ يَقُولُهَا حَتَّى مَا يَفِيضَ بِهَا لِسَانُهُ)
هي ءاخر وصية من وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم وهي وصية الفراق بين الاحبة ووصية لمن يخاف على رعيته وصية لرسول ادى امانة الله ورسالته كما امره الله ويريد ان يختمها بخير ختام وخير وداعٍ باصحابه واحبته وهي كانت ءاخر حياته وفي مرضه الذي مات فيه وكان يكررها وهو في سكرات الموت حتى ثقل لسانه وهذا يدل على عظمة الصلاة وقدرها واهميتها لانها الركن الثاني من اركان الاسلام 
وهي عمود الاسلام وشعار الدين كما اخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم (عن معاذ بن جبل قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في غزوة تبوك فقال لي : " إن شئت أنبأتك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه " قال : قلت : أجل يا رسول الله قال : أما " رأس الأمر فالإسلام ، ف وأما عموده فالصلاة ، وأما ذروة سنامه فالجهاد)
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم دائماً يقول قرة عيني الصلاة وكان يحبها ويرتاح بادائها ويقول ارحنا بها يا بلال (أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ الطُّوسِيُّ، قَالَ حَدَّثَنَا سَيَّارٌ، قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ، قَالَ حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏ "‏ حُبِّبَ إِلَىَّ النِّسَاءُ وَالطِّيبُ وَجُعِلَتْ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلاَةِ ‏") وكان النبي صلى الله عليه وسلم يمنع ان يصلي حاقن البول ومن يدافعه الاخبثان لأنه لا يستمتع ولا يشعر لذة العبادة لأن في الصلاة لذة لا يعلمها الا من ذاق لذتها (حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلٍ، وَمُسَدَّدٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، - الْمَعْنَى - قَالُوا حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي حَزْرَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، - قَالَ ابْنُ عِيسَى فِي حَدِيثِهِ ابْنُ أَبِي بَكْرٍ ثُمَّ اتَّفَقُوا أَخُو الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ - قَالَ كُنَّا عِنْدَ عَائِشَةَ فَجِيءَ بِطَعَامِهَا فَقَامَ الْقَاسِمُ يُصَلِّي فَقَالَتْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ ‏ "‏ لاَ يُصَلَّى بِحَضْرَةِ الطَّعَامِ وَلاَ وَهُوَ يُدَافِعُهُ الأَخْبَثَانِ ‏") ومنع ايضاً رسول الله عدم الطمأنينة والخشوع في الصلاة وايضاً الاستعجال في الصلاة وان لا يسرق الرجل سجوده وركوعه وان يقيم صلبه في الركوع والسجود ويؤدي حقها باكمل وجهٍ (نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نقر الغراب وافتراش السبع وأن يوطن الرجل المكان في المسجد كما يوطن البعير) وامرنا رسول الله اذا قدم العَشاء ان نقدم عن العِشاء حتى لا ننشغل عن الصلاة ويترك الخشوع والتذلل بين يدي الله (أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏ "‏ إِذَا حَضَرَ الْعَشَاءُ وَأُقِيمَتِ الصَّلاَةُ فَابْدَءُوا بِالْعَشَاءِ ‏")    
والصلاة تجعل العبد نشيطاً طيب النفس (حدثنا عبد الله بن يوسف قال أخبرنا مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد يضرب كل عقدة عليك ليل طويل فارقد فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة فإن توضأ انحلت عقدة فإن صلى انحلت عقدة فأصبح نشيطا طيب النفس وإلا أصبح خبيث النفس كسلان) لأن الشيطان لا يبيت الا في بيت خرب غير معمور خال بذكر الله وعبادته ويجعل صاحبه خذلاناً خبيث النفس سيء الشكل مسود الوجه يستقبح عنه الناس وان تشكل بكل اشكال الزينة وتجمل كما اخبر رسول الله ووصفه (وعن ابن مسعود رضي الله عنه ، قال‏:‏ ذكر عند النبي، صلى الله عليه وسلم رجل نام ليلة حتى أصبح‏!‏ قال‏:‏ ‏ "‏ذاك رجل بال الشيطان في أذنيه- أو قال‏:‏ في أذنه") (يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ ۚ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ) (يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَىٰ نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)
فالصلاة هي الصلة بين العبد وربه واقرب ما يكون العبد لربه (عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ، فأكثروا الدعاء }) وكان رسول الله يتحدث مع اصحابه ويتبادل معهم الحديث وهم يحدثون معه ولكن اذا سمع الاءذان واقيمت الصلاة قالت عائشة لا يعرفنا ولا نعرفه من شدة اهتمامه اقامة الصلاة وادائها 
وهي المنجا والملجأ الوحيد للعبد وكشف الكربات والاستعانة بالله وقضاء الحاجات وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا حزبه امر افزع الى الصلاة وتقرب الى الله وكانت الصلاة ملجأه الوحيد (أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة) فهذا الحديث أخرجه أبو داود
قال تعالى ( واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين)
فالصلاة هي العبادة الوحيدة التي لا تسقط على العباد في اي حال من الاحوال الا من ثلاث حالات الحيض والنفاس وفقدان العقل فهي لا تسقط على مريض ولا مسافر ولا كبير السن ولا حتى في حالة الحرب ومواجهة العدو والخوف والقتال (وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاَةَ فَلْتَقُمْ طَآئِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُواْ أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُواْ فَلْيَكُونُواْ مِن وَرَآئِكُمْ وَلْتَأْتِ طَآئِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّواْ فَلْيُصَلُّواْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُواْ حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَاحِدَةً وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن كَانَ بِكُمْ أَذًى مِّن مَّطَرٍ أَوْ كُنتُم مَّرْضَى أَن تَضَعُواْ أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُواْ حِذْرَكُمْ إِنَّ اللّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُّهِيناً) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (حَدَّثَنَا عَبْدَانُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ طَهْمَانَ، قَالَ حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ الْمُكْتِبُ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ ـ رضى الله عنه ـ قَالَ كَانَتْ بِي بَوَاسِيرُ فَسَأَلْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنِ الصَّلاَةِ فَقَالَ ‏"‏ صَلِّ قَائِمًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقَاعِدًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْبٍ ‏")
وصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ءاخر صلاته وهو مريض وقاعد ( أَلا تُحَدِّثِينِي عَنْ مَرَضِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ قَالَتْ : بَلَى , ثَقُلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ فَقَالَ : " صَلَّى النَّاسُ ؟ " فَقُلْنَا : هُمْ يَنْتَظِرُونَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ . . . فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ , إِلا أَنَّهُ قَالَ : فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ أَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ , فَأَتَاهُ الرَّسُولُ فَقَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ يَأْمُرُكَ أَنْ تُصَلِّيَ بِالنَّاسِ , فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : يَا عُمَرُ , صَلِّ بِالنَّاسِ , فَقَالَ عُمَرُ : أَنْتَ أَحَقُّ بِذَلِكَ , فَصَلَّى بِهِمْ أَبُو بَكْرٍ تِلْكَ الأَيَّامَ , ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَدَ مِنْ نَفْسِهِ خِفَّةً , فَخَرَجَ بَيْنَ رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا الْعَبَّاسُ لِصَلاةِ الظُّهْرِ , وَأَبُو بَكْرٍ يُصَلِّي بِالنَّاسِ , فَلَمَّا أَنْ رَآهُ أَبُو بَكْرٍ ذَهَبَ يَتَأَخَّرُ , فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ لا يَتَأَخَّرَ , فَقَالَ لَهُمَا : " أَجْلِسَانِي إِلَى جَنْبِهِ " , قَالَ : فَأَجْلَسَاهُ إِلَى جَنْبِ أَبِي بَكْرٍ قَالَتْ : فَجَعَلَ أَبُو بَكْرٍ يُصَلِّي وَهُوَ قَائِمٌ بِصَلاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَالنَّاسُ بِصَلاةِ أَبِي بَكْرٍ , وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ قَاعِدٌ )
فالصلاة تطهر العبد من الدنس والرجس كما يطهر ثوب الابيض والخطايا والاءثام ظاهراً وباطناً حسياً ومعنوياً وتجعل العبد نقياً صافياً وتأخذ منه وتزيل من العبد الذنوب (وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏ "‏إذا توضأ العبد المسلم - أو المؤمن- فغسل وجهه، خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينيه مع الماء، أو مع آخر قطر الماء، فإذا غسل يديه، خرج من يديه كل خطيئة كان بطشتها يداه مع الماء، أو مع آخر قطر الماء، فإذا غسل رجليه، خرجت كل خطيئة مشتها رجلاه مع الماء، أو مع آخر قطر الماء، حتى يخرج نقيًا من الذنوب‏") (روى أحمد وابن حبان والبيهقي عن أبي هريرة قال : جاء رجل إلى النبيء - صلى الله عليه وسلم - فقال : إن فلانا يصلي بالليل ، فإذا أصبح سرق ، فقال : سينهاه ما تقول) (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) وامرنا رسول الله الاغتسال والتطيب بالعيدين والجمعة وان نلبس الجديد قال تعالى (يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين
فالصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر وتزين العبد بزينة الهيبة والوقار قال تعالى (اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ ۖإِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ۗ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ۗوَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ) (عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَنَّ نَهْرًا بِبَابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ، هَلْ يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ شَيْءٌ؟ قَالُوا: لَا يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ شَيْءٌ، قَالَ: فَذَلِكَ مَثَلُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ، يَمْحُو اللَّهُ بِهِنَّ الْخَطَايَا)من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد بصلاته من الله إلا بعدا
ولا صلاة لمن لم يطع الصلاة ، وطاعة الصلاة أن تنهى عن الفحشاء والمنكر  
فهي المناجاة واللقاء والمحاورة بين العبد وربه وكل ما يسأل العبد لربه رده الله واعطاه وكل ما يستعيذ العبد لربه اعاذه الله. رحم الله سلفنا الصالح كانوا يقولون من اراد ان يناجي مع ربه فليصلي ومن اراد ان يكلمه الله فليقرأ القرءان ومن استأنس بالله استوحش خلقه فان مناجاة الله انسٌ ولذةٌ لها طعمٌ لا يتلذذ بها الا من كان عنده لسان الإيمان وذوق التقوى وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم بالليل كله ويردد بأية واحدة (إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم) وكانت عائشة رضي الله عنها تردد ليلة باكملها (فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم) وكان دأب الصالح يقولون اذا دخلت الصلاة جعلت القبلة امامي والجنة عن يميني والنار عن شمالي والموت من ورائي والصراط تحت قدميه والله مطلعٌ علي (عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : قال الله تعالى : ( قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل ، فإذا قال العبد : الحمد لله رب العالمين ، قال الله تعالى : حمدني عبدي ، وإذا قال : الرحمن الرحيم ، قال الله تعالى : أثنى علي عبدي ، وإذا قال : مالك يوم الدين ، قال : مجدني عبدي ، وقال مرة : فوض إلي عبدي ، فإذا قال : إياك نعبد وإياك نستعين ، قال : هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل ، فإذا قال : اهدنا الصراط المستقيم ، صراط الذين أنعمت عليهم ، غير المغضوب عليهم ولا الضالين ، قال : هذا لعبدي ولعبدي ما سأل )
وهي العبادة الوحيدة التي يؤديها الصغير والكبير وامرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على تعليم الاطفال بالصلاة وان نفارقهم في المضاجع وان نضربهم اذا افرطوا وتكاسلوا عنها ولم يهتموا بها (وعن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏ "‏ مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها، وهم أبناء عشر، وفرقوا بينهم في المضاجع‏"
واوال ما يسأل العبد يوم القيامة الصلاة فان صلحت صلح سائر عمله وهي ام العبادة وهي العبادة الوحيدة التي فرضت فوق السماوات السبع ليلة المعراج ليلة اللقاء بين محمد صلى الله عليه وسلم وربه  (وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏ "‏إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته، فإن صلحت، فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت، فقد خاب وخسر، فإن انتقص من فريضته شيئًا، قال الرب، عز وجل‏:‏ انظروا هل لعبدي من تطوع، فيكمل منها ما انتقص من الفريضة‏؟‏ ثم يكون سائر أعماله على هذا‏")
(ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين وكنا نخوض مع الخائضين وكنا نكذب بيوم الدين حتى أتانا اليقين) وهذا يدل ان هؤلاء اصحاب سقر دخلوا النار بسبب تهاونهم على الصلاة وريائهم بالناس  
وتشهد الملائكة الذين يتعاقبون بالليل والنهار على صلوات العباد والجماعات والذبن يحافظون الصلاة باقامتها وادائها بأكمل واحسن وجهها (حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ـ رضى الله عنه ـ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ‏ "‏ الْمَلاَئِكَةُ يَتَعَاقَبُونَ، مَلاَئِكَةٌ بِاللَّيْلِ وَمَلاَئِكَةٌ بِالنَّهَارِ، وَيَجْتَمِعُونَ فِي صَلاَةِ الْفَجْرِ وَالْعَصْرِ، ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ، فَيَسْأَلُهُمْ وَهْوَ أَعْلَمُ، فَيَقُولُ كَيْفَ تَرَكْتُمْ ‏{‏عِبَادِي‏}‏ فَيَقُولُونَ تَرَكْنَاهُمْ يُصَلُّونَ، وَأَتَيْنَاهُمْ يُصَلُّونَ ‏") ( أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا) وجميع العلماء اتفقوا على ان قرءان الفجر هي صلاة الفجر كما قال رسول الله من صلى الفجر فهو في ذمة الله وبعهد الله ( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين)
وجاء الوعيد والزجر الشديد لمن تهاون على الصلاة وتكاسل عنها (فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ) ( فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا) لأن اذا ضاعت الصلاة وما سواها اضيع لأنها خير اعمال العباد وخير ما يتقرب الى الله اذاً لمن ضيع الصلاة واتبع الشهوات وملذات الدنيا فمصيره الى الويل والغي فهما واديان في النار قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (نص الحديث كما في معجم الطبراني الأوسط عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من صلى الصلاة لوقتها وأسبغ وضوءها وأتم لها قيامها وخشوعها وسجودها خرجت وهي بيضاء مسفرة تقول حفظك الله كما حفظتني، ومن صلى الصلاة لغير وقتها فلم يسبغ وضوءها ولم يتم لها خشوعها ولا ركوعها ولا سجودها خرجت وهي سوداء مظلمة تقول ضيعك الله كما ضيعتني حتى إذا كانت حيث شاء الله لفت كما يلف الثوب الخلق ثم ضرب بها وجهه


Saturday, 25 October 2014

تلك حدود الله فلا تعتدوها ومن يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون

بسم الله الرحمن الرحيم 
الحمد لله والصلاة والسلام علي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى ءاله وصحبه وسلم

لم يخلقنا الله بعبث انما بحكمة بالغة وضوابط شرعية وبقيود حدود الله (أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون) وقد هلك من حمى حول حدود الله ووقع فيها واستهان بها 
وخلقنا الله ايضاً بعبادته (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وليست العبادة كما يتصورون بعض الناس انها مقصورةٌ فقط ان تعفر جبهتك على التراب وتكون خماصاً طاوياً في النهار وظمئاناً في الهواجر وقائماً بالاسحار وتخلوا وتتفرغ في العبادة انما العبادة اوسع واعم من هذا التفسير الضيق ان بسمة وجهك لاخيك صدقة والكلمة الطيبة صدقة وان تضع اللقمة في فم زوجتك صدقة واماطة الاذى في الطريق وذلك ادناها 
نعم احل الله لنا الطيبات بكل ما طاب لنا من مشرب ومأكلٍ ومنكحٍ وحرم الله علينا الخبائث ما يضرنا ولا ينفعنا (أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) وان كان الذي حرمنا الله بعلمه وحكمته ليس في ظاهره بالنسبة لنا خبثاً وخفي عنا خبثه وحكمته الذي حرمه الله واراد الله به تحريمه فمثلاً ان الخمر في ظاهره كسباً ومنفعة لنا في عقلنا البشري كما اخبر الله ولكن خفي عنا اشياءً كثيرة (ياأيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون ( 90 ) إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون
(يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون)
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أَخْبَرَنَا سُوَيْدٌ، قَالَ أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ سَمِعْتُ عُثْمَانَ، رضى الله عنه يَقُولُ اجْتَنِبُوا الْخَمْرَ فَإِنَّهَا أُمُّ الْخَبَائِثِ إِنَّهُ كَانَ رَجُلٌ مِمَّنْ خَلاَ قَبْلَكُمْ تَعَبَّدَ فَعَلِقَتْهُ امْرَأَةٌ غَوِيَّةٌ فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ جَارِيَتَهَا فَقَالَتْ لَهُ إِنَّا نَدْعُوكَ لِلشَّهَادَةِ فَانْطَلَقَ مَعَ جَارِيَتِهَا فَطَفِقَتْ كُلَّمَا دَخَلَ بَابًا أَغْلَقَتْهُ دُونَهُ حَتَّى أَفْضَى إِلَى امْرَأَةٍ وَضِيئَةٍ عِنْدَهَا غُلاَمٌ وَبَاطِيَةُ خَمْرٍ فَقَالَتْ إِنِّي وَاللَّهِ مَا دَعَوْتُكَ لِلشَّهَادَةِ وَلَكِنْ دَعَوْتُكَ لِتَقَعَ عَلَىَّ أَوْ تَشْرَبَ مِنْ هَذِهِ الْخَمْرَةِ كَأْسًا أَوْ تَقْتُلَ هَذَا الْغُلاَمَ ‏.‏ قَالَ فَاسْقِينِي مِنْ هَذَا الْخَمْرِ كَأْسًا فَسَقَتْهُ كَأْسًا ‏.‏ قَالَ زِيدُونِي فَلَمْ يَرِمْ حَتَّى وَقَعَ عَلَيْهَا وَقَتَلَ النَّفْسَ فَاجْتَنِبُوا الْخَمْرَ فَإِنَّهَا وَاللَّهِ لاَ يَجْتَمِعُ الإِيمَانُ وَإِدْمَانُ الْخَمْرِ إِلاَّ لَيُوشِكُ أَنْ يُخْرِجَ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ) اذاً نحن البشر لا نفقه مما حرم الله او احله الله ما وراء حكمة ربنا ظاهراً وباطناً لأن هذا علم الله ولا يجوز الخلق ان يخوضوا بعلم الله مما خفي عنهم (هو أعلم بكم إذ أنشأكم من الأرض وإذ أنتم أجنة في بطون أمهاتكم فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى
ومثالٌ ءاخر:- امر الله ان تتربص المطلقة بثلاثة قروءٍ فذلك حكمة من الله ولا يعلم احداً مما اراده الله فعلينا ان نقول سمعنا واطعنا (والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء ولا يحل لهن أن يكتمن ما خلق الله في أرحامهن إن كن يؤمن بالله واليوم الآخر وبعولتهن أحق بردهن في ذلك إن أرادوا إصلاحا ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة والله عزيز حكيم)
ولكن بعض المتكلمين بعلم الكلام والمتفلسفين واصحاب الرأي خاضوا بحراً عميق القاع مطلاطمة الامواج لا ساحل لها ولم يأمرهم الله بما خاضوا 
قال بعضهم امر الله المطلقة ان تتربص بثلاثة قروءٍ حتى تستبرىء رحمها انها غير حاملة وقال ءاخرون ليس هذا صحيحاً انما يكفي لحيضةٍ واحدة بدلاً من ثلاث حيض وينكشف انها ليست حاملة 
وقال ءاخرون امرها الله ان تتربص بثلاثة قروءٍ بحكمة علمية وصحية واجتناباً من الامراض الا ترى ان العاهرات يردن بموارد من المياه المتعددة وهم يصبن بامراض متعددة ولهذا امر الله المرأة المسلمة الطيبة النقية ان تتطهر من الماء الاول من المطلق بثلاثة اشهر حتى تستقبل بعدها بماءٍ جديد ولهذا لا يصيبها مرض 
وقال ءاخرون هذا ليس صحيحاً الم تجدوا ان المتوفية الحاملة عدتها هو وضع حملها ولو ساعة بعد موت زوجها وبعد يحق لها ومن حقها ان تستقبل ماءً جديدا 
اذاً خاضوا بحراً خضماً ولم ينتجوا عنه نتيجة علمية او فقهية تذكر ولم يأمرهم الله 
ان الله حرم بعباده كل ما يضرهم وما لا ينفعهم بحكمة منه ولا يجوز لنا ان نتعدى ونستهين ما حرم الله لنا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أَخْبَرَنَا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ، عَنْ يَزِيدَ، - وَهُوَ ابْنُ زُرَيْعٍ - عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ ‏"‏ إِنَّ الْحَلاَلَ بَيِّنٌ وَإِنَّ الْحَرَامَ بَيِّنٌ وَإِنَّ بَيْنَ ذَلِكَ أُمُورًا مُشْتَبِهَاتٍ ‏"‏ ‏.‏ وَرُبَّمَا قَالَ ‏"‏ وَإِنَّ بَيْنَ ذَلِكَ أُمُورًا مُشْتَبِهَةً وَسَأَضْرِبُ فِي ذَلِكَ مَثَلاً إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حَمَى حِمًى وَإِنَّ حِمَى اللَّهِ مَا حَرَّمَ وَإِنَّهُ مَنْ يَرْعَ حَوْلَ الْحِمَى يُوشِكُ أَنْ يُخَالِطَ الْحِمَى ‏"‏ ‏.‏ وَرُبَّمَا قَالَ ‏"‏ يُوشِكُ أَنْ يَرْتَعَ وَإِنَّ مَنْ خَالَطَ الرِّيبَةَ يُوشِكُ أَنْ يَجْسُرَ ‏"‏)
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ايضاً (حَدَّثَنَا عَمْرٌو النَّاقِدُ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ حَجَّاجِ بْنِ أَبِي، عُثْمَانَ قَالَ قَالَ يَحْيَى وَحَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏ "‏ إِنَّ اللَّهَ يَغَارُ وَإِنَّ الْمُؤْمِنَ يَغَارُ وَغَيْرَةُ اللَّهِ أَنْ يَأْتِيَ الْمُؤْمِنُ مَا حَرَّمَ عَلَيْهِ ‏"
ونذكر هنا بعض الاشياء الذي حرم الله لنا بدليل كتاب الله وسنة رسوله والله ولي التوفيق: 
- اتيان المرأة في المحيض وقد منع الله سبحانه وتعالى الجماعة بالمرأة الحائضة باسباب صحية قال تعالى (ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين
- وقد خيرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان نستمتع:- ما فوق الازار في ايام حيضتها حتى لا يكون قطيعةً وجفوة بين الزوجين لأن من عادة اليهود يهجرون ازواجهم في وقت حيضة نساءهم ولكن اباح رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذه الاستمتاع بشروط ان يملك الرجل اربه ويحرص شهوته حتى لا يقع في المحذور
- اتيان المرأة من الدبر:- وجاء به وعد ووعيد بتحريم اتيان المرأة من الدبر وقد سمي هذا بفعل قوم لوط قال تعالى (نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّىٰ شِئْتُمْ ۖ وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) ومع الاسف الشديد ان بعض من المنتسبين في الاسلام يقولون ان هذه الأية تبيح لنا اتيان المرأة من الدبر لأن الله قال فأتوا حرثكم انى شئتم ولم يحدد لنا مكاناً فاقول لهم انما هذه الأية حجة عليكم لأن الله امركم ان تأتوا النساء من الحرث والحرث هو موضع الزرع فهل الدبر موضع الزرع ام القبل هو موضع الزرع اياكم ان تتبعوا الشيطان وهوى النفس لأن الشيطان يضلكم عن سواء السبيل (إنما يأمركم بالسوء والفحشاء وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون 
- مكث المطلقة في بيت طليقها اثناء العدة:- من الخطأ الشائع والمنتشر بيننا والذي كاد اصبح حكماً شرعياً ان المطلقة تخرج من بيت طليقها فور ان يطلقها وهذا خطأٌ ان المطلقة لابد ان تكمل مدة عدتها في بيت طليقها لأن هذه المدة من حق الزوج ان يراجعها ان اراد او ندم في طلاقه اياها او تسرع او خاف بضياع الاسرة والاولاد وعليه ان يصرف عنها وليس من حقها ان يستشير معها في رجعته او ان يأخذ منها امراً لأن هذا حقه (يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن وأحصوا العدة واتقوا الله ربكم لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة وتلك حدود الله ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا
- تحريم الخطبة على خطبة اخيك:- لأن هذا يولد العداوة والبغضاء والضغينة بين المسلمين والقطيعة وربما المخاصمة ويحصل ما لا يحمد عقباه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (وعن ابن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏ "‏لا يبع بعضكم على بيع بعض، ولا يخطب على خطبة أخيه إلا أن يأذن له‏"‏(‏‏(‏متفق عليه، وهذا لفظ مسلم‏)‏‏)‏ 
- عدم صراحة الخطبة على المتوفية عنها:- لأنها في حزن وحداد ومصيبة الموت وفراق زوجها (ولا جناح عليكم فيما عرضتم به من خطبة النساء أو أكننتم في أنفسكم علم الله أنكم ستذكرونهن ولكن لا تواعدوهن سرا إلا أن تقولوا قولا معروفا ولا تعزموا عقدة النكاح حتى يبلغ الكتاب أجله واعلموا أن الله يعلم ما في أنفسكم فاحذروه واعلموا أن الله غفور حليم
- لا يحل للمطلقة ان تكتم لطليقها ان كانت حاملة لأن هذا يؤدي الى اختلاط الانساب (وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ ۚ وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِنْ كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَٰلِكَ إِنْ أَرَادُوا إِصْلَاحًا ۚ وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)     - عدم تعليق طلاق المرأة:- لا يجوز للرجل ان يعذب المرأة بالطلاق او ينتقم منها او يعلقها لأن هذا اذى في حقها وتعذيباً لها لأن الله يقول فلا تنسوا الفضل بينكم (وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فأمسكوهن بمعروف أو سرحوهن بمعروف ولا تمسكوهن ضرارا لتعتدوا ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه ولا تتخذوا آيات الله هزوا واذكروا نعمة الله عليكم وما أنزل عليكم من الكتاب والحكمة يعظكم به واتقوا الله واعلموا أن الله بكل شيء عليم) - عدم اجهاض الحمل:- بدون اسباب او خوف صحي لأن هذا يسمى المؤودة الصغرى وهذا نفس محترمة خلقها الله امانة في رحم المرأة لا يجوز قتلها لان الاجهاض هو قتل وقد كفل الله رزقهم ورزق الوالدين اذاً فما سبب الاجهاض وقتل النفس البريئة (وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ ۖ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ ۚ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ وَاصِلٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَىُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ قَالَ ‏"‏ أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ ‏"‏ ‏.‏ قَالَ قُلْتُ ثُمَّ مَاذَا قَالَ ‏"‏ أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ خَشْيَةَ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ ‏"‏ ‏.‏ قَالَ قُلْتُ ثُمَّ مَاذَا قَالَ ‏"‏ أَنْ تَزْنِيَ بِحَلِيلَةِ جَارِكَ ‏"‏ ‏.‏ قَالَ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ)
- عدم طلب المرأة لزوجها الطلاق بدون سبب ولا بأسٍ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الأَزْهَرِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ، عَنْ ثَوْبَانَ، قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ ‏ "‏ أَيُّمَا امْرَأَةٍ سَأَلَتْ زَوْجَهَا الطَّلاَقَ فِي غَيْرِ مَا بَأْسٍ فَحَرَامٌ عَلَيْهَا رَائِحَةُ الْجَنَّةِ ‏")
- عدم اكراه الزوج:- لزوجته الفواحش وبما لا يرضي الله وعصيان ومخالفة اوامر الله  فال تعالى (ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا لتبتغوا عرض الحياة الدنيا ومن يكرههن فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم
- تحريم النكاح بدون الولي:- ومن المؤسف الشديد ان في عصرنا هذا اصبح الزواج تفاهماً واتفاقاً وتعارفاً بين الطرفين وتقليداً للغرب الذين لا يحترمون الزواج ولا عقد الزواج ولا النكاح ولا العفة ولا تكريم المرأة شرفها وعزتها وقد حرم الله علينا الخدن واتخاذ الخادنات وقد امرنا الله ان نتزوج المرأة بإذن اهل الزوجة (فانكحوهن بإذن أهلهن وآتوهن أجورهن بالمعروف محصنات غير مسافحات ولا متخذات أخدان) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏"‏ أَيُّمَا امْرَأَةٍ نَكَحَتْ بِغَيْرِ إِذْنِ مَوَالِيهَا فَنِكَاحُهَا بَاطِلٌ ‏"‏ ‏.‏ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ‏"‏ فَإِنْ دَخَلَ بِهَا فَالْمَهْرُ لَهَا بِمَا أَصَابَ مِنْهَا فَإِنْ تَشَاجَرُوا فَالسُّلْطَانُ وَلِيُّ مَنْ لاَ وَلِيَّ لَهُ ‏"
وقال ايضاً (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي الشَّوَارِبِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ ‏ "‏ لاَ نِكَاحَ إِلاَّ بِوَلِيٍّ ‏")
- لا يجوز المرأة ان تمنع زوجها في الجماع:- لأن هذا يؤدي الى ما لا يحمد عقباه ويفتح باب الزنا بين الطرفين والفراق بينهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏‏"‏إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فلم تأته فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.‏ 
وفي رواية لها ‏"‏إذا باتت المرأة هاجرة فراش زوجها لعنتها الملائكة حتى تصبح‏"‏‏.‏وفي رواية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏"‏ والذي نفسي بيده ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشه فتأبى عليه إلا كان الذي في السماء ساخطًا عليها حتى يرضي عنها‏"‏‏)
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ايضاً ([لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه ] أخرجه البخاري)   


      
     

Thursday, 23 October 2014

كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون

بسم الله الرحمن الرحيم 
الحمد لله والصلاة والسلام علي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى ءاله وصحبه وسلم


يولد المولود جنيناً ضعيفاً صغيراً لا حول له ولا قوة وحيداً (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً ۚ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ
ويولد المولود ايضاً على الفطرة الطيبة النقية الصافية الزكية نفس طاهرة لا تعرف الشر ولا الحسد ولا الكفر ولا العصيان ولا مخالفة امر الله (حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ يُصَلَّى عَلَى كُلِّ مَوْلُودٍ مُتَوَفًّى وَإِنْ كَانَ لِغَيَّةٍ، مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ وُلِدَ عَلَى فِطْرَةِ الإِسْلاَمِ، يَدَّعِي أَبَوَاهُ الإِسْلاَمَ أَوْ أَبُوهُ خَاصَّةً، وَإِنْ كَانَتْ أُمُّهُ عَلَى غَيْرِ الإِسْلاَمِ، إِذَا اسْتَهَلَّ صَارِخًا صُلِّيَ عَلَيْهِ، وَلاَ يُصَلَّى عَلَى مَنْ لاَ يَسْتَهِلُّ مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ سِقْطٌ، فَإِنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ ـ رضى الله عنه ـ كَانَ يُحَدِّثُ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ‏"‏ مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلاَّ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ، كَمَا تُنْتَجُ الْبَهِيمَةُ بَهِيمَةً جَمْعَاءَ هَلْ تُحِسُّونَ فِيهَا مِنْ جَدْعَاءَ ‏"‏‏.‏ ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ ـ رضى الله عنه – ‏{‏فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا‏}‏ الآيَةَ‏) قال تعالى (فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله)
ويولد المولود ايضاً وهو يشهد ان الله واحد لا اله غيره وقد كان هذا العقد ميثاقاً بينه وبين ربه قبل وجوده وهو كان في عالم الارواح وشهد الله معه (وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين
ويولد المولود ايضاً وهو كامل حواس الادراك (وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۙ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) الا ترى ان المولود يفرق بين الجوع والشبع اذا كان جائع بكى واذا شبع سكت الا ترى انه يفرق بين القسوة والحنان ان تركته اهملته بكى وان حملته على حضنك وصدرك سكت واطمأن وارتاح الا ترى انه يلتقم صدر امه من دون ان يدله احد من الذي علمه ان صدر الام فيه غذائه الا ترى ايضاً انه يفرق بين امه ونساء الأخرين (وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِنْ قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ
هذا المولود الضعيف يخرج من ضيق الرحم الى سعة الدنيا ومن ظلمة الرحم الى نور الشمس واول ما يخرج من رحم امه غمزه الشيطان غمزة (حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ـ رضى الله عنه ـ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ ‏"‏ مَا مِنْ مَوْلُودٍ يُولَدُ إِلاَّ وَالشَّيْطَانُ يَمَسُّهُ حِينَ يُولَدُ، فَيَسْتَهِلُّ صَارِخًا مِنْ مَسِّ الشَّيْطَانِ إِيَّاهُ، إِلاَّ مَرْيَمَ وَابْنَهَا ‏"‏‏.‏ ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ وَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ ‏{‏وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ‏}
اللهم نجنا من شر هذه الغمزة لانها من اثرته هذه الغمزة اصبح شريراً فاسقاً عاصياً لا يفرق بين الحرام والحلال ولا بين الشر والخير ولا يعرف معروفاً ولا منكراً (وفي صحيح مسلم، عن عياض رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يقول اللَّـه تعالى: إني خلقت عبادي حنفاء فاجتالتهم الشياطين، وحرمت عليهم ما أحللت لهم، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا»)  
وكذلك الشياطين والنفس الامارة بالسوء تعرض على هذا المولود بالفتن والاغواء والميل عن طريق الحق وان يفسد في الارض فساداً وان يكون عوناً للشيطان ويعصي ربه ويخالف امره ولا يحترم حدود الله (قَالَ حُذَيْفَةُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ ‏ "‏ تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا فَأَىُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ وَأَىُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ حَتَّى تَصِيرَ عَلَى قَلْبَيْنِ عَلَى أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا فَلاَ تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ وَالآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَادًّا كَالْكُوزِ مُجَخِّيًا لاَ يَعْرِفُ مَعْرُوفًا وَلاَ يُنْكِرُ مُنْكَرًا إِلاَّ مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ ‏")
(كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ثم إنهم لصالو الجحيم ثم يقال هذا الذي كنتم به تكذبون)
اذاً:- هذا المولود الذي انعمه الله بكل هذه النعم منذ صغره الى ان صار قوياً ينقسم الى فريقين فريقٌ في الجنة وفريقٌ في السعير وينقسمون ايضاً الى حزبين حزب الله وحزب الشيطان 
فلنتحدث في هذا المقال ونبين عن حزب الشيطان فقط 
- اليس هذا المولود هو الذي اول من سن سنة القتل (فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏ليس من نفس تقتل ظلماً إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها لأنه كان أول من سن القتل‏" ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏ 
- اليس هذا المولود هو اول من بدأ عبادة الاصنام والكفر بالله والشرك لله وعبادة غير الله قال تعالى (وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا وقد أضلوا كثيرا ولا تزد الظالمين إلا ضلالا)
- اليس هذا المولود هو من ادعى الالوهية وان يتخذوا العباد الاهاً لهم من دون الله (فحشر فنادى ( 23 ) فقال أنا ربكم الأعلى) (ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك إذ قال إبراهيم ربي الذي يحيي ويميت قال أنا أحيي وأميت قال إبراهيم فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين
- اليس هذا المولود هو الذي غير سنة الله في خلقه وجاء في فعل السدومية الشنيعة الفاحشة الشعناء التي تهز في عرش الرحمن حين يفعل الفاعل بالمفعول به (أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ ۚ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ
- اليس هذا المولود هو الذي قتل انبياء الله ورسله بغير حق الذين ارسل الله لهم من اجل انقاذهم ومن اجل ان يخرجهم من الظلمات الى النور ومن اجل ان يعلمهم الكتاب والحكمة (إن الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس فبشرهم بعذاب أليم
- اليس هذا المولود هو الذي يحارب الله ورسوله ويحارب دين الله ويسعى في الارض فساداً (إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون والذين كفروا إلى جهنم يحشرون)
- اليس هذا المولود هو الذي نسي خلقة وانكر يوم القيامة والبعث والحشر والحساب والميزان  (وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم ( 78 ) قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم ( 79 ) الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون ( 80 ) أوليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم بلى وهو الخلاق العليم ( 81 ) إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون ( 82 ) )
- اليس هذا المولود هو الذي اتخذ الشياطين اولياء من دون الله ويعبدهم ويجلهم ويستغيثهم ويستعين بهم (وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا)
- اليس هذا المولود هو الذي نسب الى الله الولد ( وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنى يؤفكون( وقالوا اتخذ الرحمن ولدا ( 88 ) لقد جئتم شيئا إدا ( 89 ) تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا ( 90 ) أن دعوا للرحمن ولدا( 91 ) وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا ( 92 ) إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا ( 93 ) لقد أحصاهم وعدهم عدا ( 94 ) وكلهم آتيه يوم القيامة فردا( 95 ) )   
-اليس هذا المولود هو الذي حرف كتب الله المنزلة على انبيائه وانكر بصحته ( أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون) (مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ ۚ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَٰكِنْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا
اذاً هذا المولود الذي اتبع هواه ونسي خلقه الاول وكفر بالله وعبد من دون الله واتخذ الشيطان ولياً وانكر نعم الله ولم يشكر ولم يحمد بما انعمه الله وما قدر الله حق قدره قال تعالى (وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون) (وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ۚ وَذَكِّرْ بِهِ أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لَا يُؤْخَذْ مِنْهَا ۗ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِمَا كَسَبُوا ۖ لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ)      






Tuesday, 21 October 2014

أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ قَالَ ‏"‏ نَعَمْ إِذَا ظَهَرَ الْخَبَثُ

بسم الله الرحمن الرحيم 
الحمد لله والصلاة والسلام علي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى ءاله وصحبه وسلم

وعيد شديد ومخيف وخطير لمن له قلب يخشع وعين تدمع واذن تصغي وعقل يفهم وضمير ينزجر ويرتدع اذا ظهر في قوم (الخبث) وهو الزنا وفيه هلاك الصالحين كما بين ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم (حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا صَيْفِيُّ بْنُ رِبْعِيٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏"‏ يَكُونُ فِي آخِرِ هَذِهِ الأُمَّةِ خَسْفٌ وَمَسْخٌ وَقَذْفٌ ‏"‏ ‏.‏ قَالَتْ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ قَالَ ‏"‏ نَعَمْ إِذَا ظَهَرَ الْخَبَثُ ‏"‏ ‏.‏ قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ لاَ نَعْرِفُهُ إِلاَّ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ ‏.‏ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ تَكَلَّمَ فِيهِ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ مِنْ قِبَلِ حِفْظِهِ
لأن الزنا داءٌ خبيث يفرق بين الاحبة ويفسد البيوت والمجتمع ويفرق بيوت الازواج وتستحيل العشرة وعدم الثقة وانهيار البيوت الزوجية ويزيح ستار الحياء بين الرجال والنساء والدياثة في الرجال ويسبب الامراض والاوبئة التي لم يعرف من قبل وعجزوا عنه الاطباء ويسبب ايضا اختلاط الانساب ونشر الرذيلة والانحلال والخلاعة في المجتمع لانه مرض خبيث وسمي الله باصحاب الزنا الخبيثون والخبيثات 
ويسبب الزنا غضب الله وضيق المعيشة قال تعالى (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى
سد الله باب الزنا بشتى الاسباب والاساليب والوعيد والنصيحة وحفظ المجتمع من الفواحش ومنع الله الزنا مجرد القرب عنها قال تعالى (ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا) ومنع الله ما يُقرب به الزنا ويمهد طريق الفواحش وما يسبب العهر والانحلال والرذيلة منها:-
1) النظرة:- وهي الرسالة التي ترتبط بين الزناة وتهيج الشهوات (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون)
2) الصوت:- جعل الله صوت المرأة عورة حتى لا تسبب نغمتها هيجان شهوة الرجال وحتى لا تغيظ الغريزة الجنسية لذوي مرضى القلوب (فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا)
3) اللباس:- منع الله النساء ان يتبرجن ويكشفن امام الرجال (وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ۖ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ ۚ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)  
4) الحياء:- وهو ضرورة جدا بين الرجال والنساء وهي عفة الحرائر (فجاءته إحداهما تمشي على استحياء قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا فلما جاءه وقص عليه القصص قال لا تخف نجوت من القوم الظالمين
5) اظهار الزينة:- منع الله المرأة ان تتزين امام الرجال وتتوجه انظار الرجال اليها وتجذب اهتمام الرجال (وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ۖ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ ۚ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ
6) القعود في البيت:- منع الشارع ان تتسكع وتتمايل المرأة في الشوارع والازقة وتزاحم الرجال في كل مكان (وعنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏ "‏صِنفان من أهل النار لم أرهما‏:‏ قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات، رءوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏ 
قال تعالى (وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا
7) عدم التكسب:- بفعل المعروف بين الرجال والنساء حتى لا يكون استغلالا وعوضا فيما بينهم لئلا يكون هناك فرجة للشيطان ويحصل بينهم بما لا يرضي الله (فَسَقَىٰ لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّىٰ إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ
8) التعطر:- حرم نبي الله صلى الله عليه وسلم ان تتعطر المرأة خارج بيتها حتى لا تفتن الرجال بريحتها وانباه الرجال بها (أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعُودٍ، قَالَ حَدَّثَنَا خَالِدٌ، قَالَ حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، - وَهُوَ ابْنُ عُمَارَةَ - عَنْ غُنَيْمِ بْنِ قَيْسٍ، عَنِ الأَشْعَرِيِّ، قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏ "‏ أَيُّمَا امْرَأَةٍ اسْتَعْطَرَتْ فَمَرَّتْ عَلَى قَوْمٍ لِيَجِدُوا مِنْ رِيحِهَا فَهِيَ زَانِيَةٌ ‏")
9) المشي:- منع الله من المرأة صوت وقعة حذائها وصوت خلخالها (ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن)  
10) عدم سماع الاغاني:- والكلمات والاشعار المثيرة للنفوس والمحركة لاعضاء الجسم ويخل عزة المرأة وكرامتها (ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين
11) السفر:- حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم على ان المرأة الا تسافر الا ومعها ذي محرم حتى لا يغتصبها بمرضى القلوب وتكون عرضة للخطر على الأخرين لأن الذئب يأكل الشاة البعيدة عن القطيع (عن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏ "‏لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر تسافر مسيرة يوم وليلة إلا مع ذي محرم عليها‏"‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)
12) الاستئذان:- امرنا الله الا ندخل البيوت الا بإذن اهله (يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها)
13) الخلوة:- هي الاشد خطورة في وقووع الفواحش وبسسبها تفتح باب التواصل والالتقاء والتداخل بما لا يرضي الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (وَحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، - يَعْنِي ابْنَ سُلَيْمَانَ - الْمَخْزُومِيُّ عَنِ ابْنِ، جُرَيْجٍ بِهَذَا الإِسْنَادِ نَحْوَهُ وَلَمْ يَذْكُرْ ‏ "‏ لاَ يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إِلاَّ وَمَعَهَا ذُو مَحْرَمٍ ‏") (حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ ‏"‏ إِيَّاكُمْ وَالدُّخُولَ عَلَى النِّسَاءِ ‏"‏ ‏.‏ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَرَأَيْتَ الْحَمْوَ قَالَ ‏"‏ الْحَمْوُ الْمَوْتُ ‏"‏ ‏.‏ قَالَ وَفِي الْبَابِ عَنْ عُمَرَ وَجَابِرٍ وَعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ‏.‏ قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ‏.‏ وَإِنَّمَا مَعْنَى كَرَاهِيَةِ الدُّخُولِ عَلَى النِّسَاءِ عَلَى نَحْوِ مَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ ‏"‏ لاَ يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إِلاَّ كَانَ ثَالِثَهُمَا الشَّيْطَانُ ‏"‏ ‏.‏ وَمَعْنَى قَوْلِهِ ‏"‏ الْحَمْوُ ‏"‏ ‏.‏ يُقَالُ هُوَ أَخُو الزَّوْجِ كَأَنَّهُ كَرِهَ لَهُ أَنْ يَخْلُوَ بِهَا
ومريم بنت عمران صلى الله عليها وسلم لما نزل عليها جبريل لكي ينفخ عليها روح عيسى عليه الصلاة والسلام وهي لا تدري انه جبريل استعاذت للرحمن لانها احست الخلوة بينهما (قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيّاً 
14) التقليد:- منعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان نقلد الكفار لانهم محض الشر والنفاق والفواحش والزنا بالنسبة لهم امر عادي حتى لا نكون امثالهم (حَدَّثَنِي سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ، حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ، بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏"‏ لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ دَخَلُوا فِي جُحْرِ ضَبٍّ لاَتَّبَعْتُمُوهُمْ ‏"‏ ‏.‏ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ آلْيَهُودَ وَالنَّصَارَى قَالَ ‏"‏ فَمَنْ ‏")
15) عدم استهانة حدود الله:- قال تعالى (فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (وعنها قالت‏:‏ ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً قط بيده، ولا امرأة ولا خادماً، إلا أن يجاهد في سبيل الله، وما نيل منه شئ قط فينتقم من صاحبه، إلا أن ينتهك شئ من محارم الله تعالى، فينتقم لله تعالى‏.‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏
اذاً فمن تجرأ وتعدى وانتهك بهذه الحصونات والحدود الالهية وعمل الفاحشة وبغى فهل بقي له من الإيمان شيئاً قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (حَدَّثَنَا آدَمُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ ذَكْوَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ‏ "‏ لاَ يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهْوَ مُؤْمِنٌ، وَلاَ يَسْرِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهْوَ مُؤْمِنٌ، وَلاَ يَشْرَبُ حِينَ يَشْرَبُهَا وَهْوَ مُؤْمِنٌ، وَالتَّوْبَةُ مَعْرُوضَةٌ بَعْدُ ‏"
16) عدم المشاهدة والتفرج في الافلام الخليعة والاباحية ومجلات الهابطة السخيفة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو هِشَامٍ الْمَخْزُومِيُّ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ ‏ "‏ كُتِبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ نَصِيبُهُ مِنَ الزِّنَى مُدْرِكٌ ذَلِكَ لاَ مَحَالَةَ فَالْعَيْنَانِ زِنَاهُمَا النَّظَرُ وَالأُذُنَانِ زِنَاهُمَا الاِسْتِمَاعُ وَاللِّسَانُ زِنَاهُ الْكَلاَمُ وَالْيَدُ زِنَاهَا الْبَطْشُ وَالرِّجْلُ زِنَاهَا الْخُطَا وَالْقَلْبُ يَهْوَى وَيَتَمَنَّى وَيُصَدِّقُ ذَلِكَ الْفَرْجُ وَيُكَذِّبُهُ ‏") سبحان الله ما اعظم حرص واهتمام ديننا حتى حرم الزنا والفواحش من الاعضاء الحسية الخمسة
- نتائج الزنا:- ان من الزنا نتائج مؤلمة ومؤسفة ومخذلة على كرامة الانسان وشرفه وعزته منها:
1) دياثة الرجال:- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، قَالَ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏ "‏ ثَلاَثَةٌ لاَ يَنْظُرُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْعَاقُّ لِوَالِدَيْهِ وَالْمَرْأَةُ الْمُتَرَجِّلَةُ وَالدَّيُّوثُ وَثَلاَثَةٌ لاَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ الْعَاقُّ لِوَالِدَيْهِ وَالْمُدْمِنُ عَلَى الْخَمْرِ وَالْمَنَّانُ بِمَا أَعْطَى ‏")
2) فساد المجتمع وانتشار الامراض الغير معروفة 
3) تجارة العرض بثمن زهيد وعدم المبالاة بالشرف والكرامة 
4) فساد النساء وخيانة الفراش وعدم الحدود المانع بين الرجال والنساء 
5) فقدان اغلى عضوا في الجسم الا وهو القلب قال النبي (ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ، ألا وهي القلب)
ومن العجيب لما منع الله المرأة ان تخضع صوتها للرجال ذكر صاحب القلب المريض  (فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا ) وهذا يدل ان الزنى تؤثر القلب تأثيراً كبيراً
6) فقدان خشية الله وخوفه وهجران عبادة الله وطاعته والامتثال باوامره ونواهيه
7) كثرة الشك وسوء الطنون وفقدان الثقة بين الازواج وفي المجتمع
8) عدم التأكد للابناء وكثرة الجهل لانهم يفقدون لمن يعولهم ويرعاهم 
9) قلة الزواج وكثرة الطلاق وعدم اهتمامية الحلال 
10) كثرة النغل واللقطاء واولاد الفراش
11) انتشار زنة المحارم والذي كثرت في السنوات الاخيرة بصورة غريبة وعجيبة 
ترى من زنى بأمه وأخته وهناك من يزني ببنت اخيه والخ والعياذ بالله من هذه الفعلة الشنيعة التي تسبب غضب الله ونزول عقابه 
ومن شدة حرص ديننا شدد رسول الله الذنب على من زنى بحليلة جاره قال رسول الله (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ وَاصِلٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَىُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ قَالَ ‏"‏ أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ ‏"‏ ‏.‏ قَالَ قُلْتُ ثُمَّ مَاذَا قَالَ ‏"‏ أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ خَشْيَةَ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ ‏"‏ ‏.‏ قَالَ قُلْتُ ثُمَّ مَاذَا قَالَ ‏"‏ أَنْ تَزْنِيَ بِحَلِيلَةِ جَارِكَ ‏"‏ ‏.‏ قَالَ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ)
وقد قرن رسول الله صلى الله عليه وسلم من زنا بحليلة جاره من جعل لله نداً اي من اشرك بالله وقرن ايضا من يقتل ولده خشية الفقر وهذا يدل على حرمة حليلة جارك فما بالك من زنى بمحارمه واقاربه. 

عفوا تعف نساءكم في المحْرَمِ ****وتجنبـوا مـالا يليق بمسلـم 
إن الزنـا دين إذا أقرضــته **** كان الوفا من أهل بيتك فاعلم
من يزنِ في قوم بألفي درهم **** في أهله يُـزنى بربـع الدرهم
من يزنِ يُزنَ به ولو بجـداره **** إن كنت يا هذا لبيباً فـافهـم
ياهاتكا حُـرَمَ الرجال وتابعـا**** طرق الفسـاد عشت غيرَ مكرم 
لو كنت حُراً من سلالة ماجـدٍ**** ما كنت هتـّـاكاً لحرمة مسلمِ