Saturday, 18 October 2014

فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوما فاسقين.

بسم الله الرحمن الرحيم 
الحمد لله والصلاة والسلام علي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى ءاله وصحبه وسلم

اخي المسلم اولا واخيرا ان الحكم الا لله لا شريك له في الحكم هو الذي خلق عباده وانزل لهم الكتب وارسل عليهم الرسل والانبياء ويعلم ما يضرهم وما ينفعهم بدينهم ودنياهم (أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) امرنا الا نعبد الا اياه والا نتحاكم الا ما شرع لنا (إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه
فاعلم ايها المسلم ان اي قوم اطاعوا حاكمهم الظالم بظلمه واستبداده واعانوه على حكمه ورضوا عنه بما لم ينزل به الله فهم فاسقون كما تدل الأية.  
وليس هناك مما يشيعون الجهلة ان بعض الحكام يكرهون حكامهم بما لا يرضون ويكرهونهم عليهم بالقوة والقتل فليس هذا صحيحا لا اكراه بما لم ينزل به الله ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق قال تعالى ( قال الملأ الذين استكبروا من قومه لنخرجنك ياشعيب والذين آمنوا معك من قريتنا أو لتعودن في ملتنا قال أولو كنا كارهين ( 88 ) قد افترينا على الله كذبا إن عدنا في ملتكم بعد إذ نجانا الله منها وما يكون لنا أن نعود فيها إلا أن يشاء الله ربنا وسع ربنا كل شيء علما على الله توكلنا ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين ( 89 ) ) 
هذا هو نبي الله شعيب عليه الصلاة والسلام قد ارادوا قومه الكفار ان يكرهوا هو ومن معه للذين ءامنوا بملتهم الباطلة وان يتراجعوا عن دينهم هو وقومه ويدخلوا معهم هو ومن معه في ملتهم وحكمهم والا واعدوه النفي من القرية او الرجوع عن عقيدته السليمة ولكن نبي الله شعيب عليه الصلاة والسلام رفض باكراههم وقال لهم لا افتري على الله كذبا وتوكلنا على الله. 
وقد اطاعوا قوم فرعون على فرعون بجبروته وكبريائه وادعائه الالوهية قال تعالى (قال فرعون ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد) منع منهم الحرية والتفكر والاختيار وحرية الرأي هو الذي يختار لهم مما يريد ويهديهم بما يريد فاطاعوه فسماهم الله قوما فاسقين. 
قال تعالى (وَنَادَىٰ فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَٰذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي ۖ أَفَلَا تُبْصِرُونَ) ولذلك سماهم الله قوما فاسقين حقا انهم قوما فاسقين لانهم اشركوا بالله بفرعون وعمله وطاعته وحكمه ورضوا به 
وهناك من يدعون ان مواجهة الحكام الظلمة وعصيانهم وجبروتهم ورفض اوامرهم 
يعتبر القاء النفس على التهلكة لان هؤلاء الحكام يقتلون بغير حق ويفسدون في الارض الفساد ويهلكون الحرث والنسل ويستدلون بالأية الكريمة (وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) فهذا ليس صحيحا وهذا افتراءً على ءايات الله 
وهل رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رفض ان يكف دين الله على كفار قريش في بداية الوحيي واستمر بدعوته ونشر دين الله لما اشتكوا الى عمه ابي طالب (يا أبا طالب إن ابن أخيك قد سبّ آلهتنا وعاب ديننا، وسفه أحلامنا، وضلل آباءنا، فإما أن تكفه عنا وإما تخلي بيننا وبينه) وقال مقولته الشهيرة (يا عمّ، والله لو وضعوا الشمس في يمينى والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله، أو أهلك فيه ما تركته) القى نفسه على التهلكة كلا والله انما كان يؤدي رسالة الله كما انزلت وكما امر الله ولم يطيع الكفار 
وهل نبي الله ابراهيم عليه الصلاة والسلام لما وقف امام جبروت نمرود ابن كنعان ودعى الى عبادة الله وحده لا شريك له وان نمرود انه ليس الذي يحيي ويميت هل القى نفسه الى التهلكة (ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك إذ قال إبراهيم ربي الذي يحيي ويميت قال أنا أحيي وأميت قال إبراهيم فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين
وهل ماشطة بنت فرعون لما ضحت نفسها واولادها من اجل الله لتبين ان فرعون ليس الاهاً ولا رباً انما الله هو رب العالمين فهل القت نفسها بالتهلكة (حدثنا أبو معن ثابت بن نعيم الهوجي قال : ثنا آدم بن أبي إياس العسقلاني ، وحدثنا أبو مسلم الكشي قال : ثنا أبو عمر الضرير ، قالا : ثنا حماد [ص: 287 ] بن سلمة قال : أنبأ عطاء بن السائب ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " لما كانت الليلة التي أسري بي فيها وجدت رائحة طيبة ، فقلت : ما هذه الرائحة الطيبة يا جبريل ؟ قال : هذه رائحة ماشطة ابنة فرعون وأولادها ، قلت : ما شأنها ؟قال : بينا هي تمشط ابنة فرعون إذ سقط المشط من يدها ، فقالت : بسم الله ، فقالت ابنة فرعون : أبي ؟ فقالت : لا ، ولكن ربي وربك ورب أبيك الله ، قالت : وإن لك ربا غير أبي ؟ قالت : نعم ، قالت : فأعلمه ذلك ؟ قالت : نعم ، فأعلمته فدعا بها ، فقال : يا فلانة ، ألك رب غيري ؟ قالت : نعم ، ربي وربك الله ، فأمر بنقرة من نحاس فأحميت ، ثم أخذ أولادها يلقون فيها واحدا واحدا ، فقالت : إن لي إليك حاجة ، قال : وما هي ؟ قالت : أحب أن تجمع عظامي وعظام ولدي في ثوب واحد فتدفنها جميعا ، قال : لك ذلك علينا ، فلم يزل أولادها يلقون في النقرة حتى انتهى إلى ابن لها رضيع ، فكأنها تقاعست من أجله ، فقال لها : يا أمه ، اقتحمي ؛ فإن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة ")
اخي المسلم الذين وقفوا امام الطواغيث والجبابرة كثيرون وكانوا لا يخافون لومة لائم ولا يخافون تهديدات الطواغيث وقتلهم ونفيهم انما كانوا يقولون ربنا الله الم تسمع قصة اصحاب الكهف كانوا فتية قلة تركوا الدنيا ومتاعها وزينتها وزخرفها من اجل الله وقفوا امام جبروت دقيانوس (نحن نقص عليك نبأهم بالحق إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى ( 13 ) وربطنا على قلوبهم إذ قاموا فقالوا ربنا رب السماوات والأرض لن ندعو من دونه إلها لقد قلنا إذا شططا ( 14 ) هؤلاء قومنا اتخذوا من دونه آلهة لولا يأتون عليهم بسلطان بين فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا ( 15 ) وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله فأووا إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيئ لكم من أمركم مرفقا ( 16 ) ) 
الم يأمر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ان اعظم الجهاد امام ملك جائر وهل اراد النبي صلى الله عليه وسلم ان يلقي امته التهلكة (أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، أَنَّ رَجُلاً، سَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ وَضَعَ رِجْلَهُ فِي الْغَرْزِ أَىُّ الْجِهَادِ أَفْضَلُ قَالَ ‏ "‏ كَلِمَةُ حَقٍّ عِنْدَ سُلْطَانٍ جَائِرٍ ‏")
وهناك من يدعي دعوة باطلة لا اصل لها في الدين يدعون ان الله امرنا ان نطيع اولي الامر وكذلك النبي صلى الله عليه وسلم امرنا الا نخالف حكامنا واولي الامر ونطيعهم ويستدلون الأية الكريمة قال تعالى (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا
وقول النبي صلى الله عليه وسلم  (اسمعوا وأطيعوا , وإن استعمل عليكم عبد حبشي , كأن رأسه زبيبة ما أقام فيكم كتاب الله
نعم ان طاعة اولي الامر وحكام المسلمين واجبة والسمع والطاعة لهم وقد حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم مخالفتهم وعصيانهم (من خرج من الطاعة وفارق الجماعة, ثم مات , مات ميتة جاهلية)
ولكن متى طاعة الحكام واجبة لنا. انها واجبة لما يحكموا على المسلمين بكتاب الله وحكم الله وما شرع الله ورسوله وان خالفوا كتاب الله وحكم الله فليس لهم الحق والطاعة وامتثال اوامرهم لان الأية الكريمة تقول فان تنازعتم في شيءٍ فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الأخر اذاً امرنا الله ان نتحاكم اذا اختلفنا مع الحكام بكتاب الله وان يكون مردنا الى الله ورسوله وليس مردنا الى الديموقراطية الزائفة الباطلة والعلمانية التي تفرق بين الدين والدولة واللبرالية والاشتراكية الالحادية 
وقد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب أو كره إلا أن يؤمر بمعصية , فلا سمع ولا طاعة)   
وفي بعض الاحيان يكون طاعة حكام الظالمين والطواغيث كفر بالله والشرك على الله اذا اطاعوا الحكام وشاركوهم في معصية الله واطاعوا حكامهم في عصيان ومخالفة ما امر الله وهذا قد وقع في كثير من بلاد المسلمين حرموا حكامهم على التعدد في الزواج ومنعوا اقامة الجماعة في المساجد وحرفوا كتاب الله والغوا الجهاد في سماع المسلمين وبيع الخمور في المحللات وفتح الابواب في المطاعم في ايام رمضان ومنع الحجاب وفتح باب السياحة للكفار الذين ينشرون العهر والرذيلة والانحلال في بلاد المسلمين والقرض الربوي في البنوك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ يَزِيدَ الْكُوفِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلاَمِ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ غُطَيْفِ بْنِ أَعْيَنَ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، قَالَ أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَفِي عُنُقِي صَلِيبٌ مِنْ ذَهَبٍ ‏.‏ فَقَالَ ‏"‏ يَا عَدِيُّ اطْرَحْ عَنْكَ هَذَا الْوَثَنَ ‏"‏ ‏.‏ وَسَمِعْتُهُ يَقْرَأُ فِي سُورَةِ بَرَاءَةََ ‏:‏ ‏(‏ اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ ‏)‏ قَالَ ‏"‏ أَمَا إِنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا يَعْبُدُونَهُمْ وَلَكِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا أَحَلُّوا لَهُمْ شَيْئًا اسْتَحَلُّوهُ وَإِذَا حَرَّمُوا عَلَيْهِمْ شَيْئًا حَرَّمُوهُ ‏"‏ ‏.‏ قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ لاَ نَعْرِفُهُ إِلاَّ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ السَّلاَمِ بْنِ حَرْبٍ ‏.‏ وَغُطَيْفُ بْنُ أَعْيَنَ لَيْسَ بِمَعْرُوفٍ فِي الْحَدِيثِ) (قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَىٰ بَعْدَ إِذْ جَاءَكُمْ ۖ بَلْ كُنْتُمْ مُجْرِمِينَ. وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَنْ نَكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَنْدَادًا ۚ وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الْأَغْلَالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)   

  





No comments:

Post a Comment