بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام علي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى ءاله وصحبه وسلم
(وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (39) إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ)
هم اهل الندامة واصحاب النفس الامارة الذين اذا قيل لهم اتق الله اخذتهم العزة في الكبر والجبروت والاستعلاء على الناس الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنغا هم الذين استحبوا الحياة الدنيا على الاخرة وكانوا يتبعون هواهم هم الذين شقوا في الحياة الدنيا وعاشوا في شقاء وبؤس يقولون يوم القيامة يوم يجمع الله الأولين والأخرين ويقدم لهم كتابهم بشمالهم فيقول يا ليتني لم اوتي كتابيه وهم في حسرة وندامة وحرقة وبكاء يوم لا ينفع البكاء (تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ (104) أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فَكُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ (105) قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ (106) رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ (107) قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ)
المفلسون يوم القيامة هم الذين يأتون يوم القيامة بكثرة الصيام والصلاة والزكاة وشتى العبادات ولكن مع الاسف كلها عبادة بلا ضوابط شرعية ولا اتباع سنة همهم كثرتها فقط اغترو بها ولا يهتمون ظلم العباد فاحبط الله اعمالهم ونسو ان العبادة هي المعاملة وان العبد ليبلغ درجة القائم الصائم بحسن الخلق ضاع كل اعمالهم لانهم كانوا يشتاقون ظلم الناس ويتلذذون كشف عوراة المسلمين شتموا هذا وظلموا هذا وسفكوا دم هذا فيعطي الله هذا من حسناته وذاك من حسناته فاذا فنيت حسانته قبل ان يقضى ما عليه اخذ من خطايا الذين ظلمهم فطرحت عليه وطرح في النار (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ (2) عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ (3) تَصْلَىٰ نَارًا حَامِيَةً (4) تُسْقَىٰ مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ (5) لَّيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِن ضَرِيعٍ (6) لَّا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِن جُوعٍ) يتحسرون اشد الحسرة حين يعدل الله بينهم وبين من ظلموا ووضع الكتاب والسجلات ويأخذ الله حسنات المفلس التي تعب بها ويأخذها المظلوم وتنقل اليه سيئات المظلومين عوضا عما ظلم تخيل اخي المسلم هذه المصيبة التي فيها الندامة واليأس والحسرة اصبحت صحيفتهم خالية من الحسنات ومليئة بالسيئات بعد ان كانت كلها حسنات ( اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب (17) وأنذرهم يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع) (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : هَلْ تَدْرُونَ مَنْ الْمُفْلِسُ ؟ قَالُوا : الْمُفْلِسُ فِينَا ، يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ . قَالَ : إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي مَنْ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصِيَامٍ وَصَلَاةٍ وَزَكَاةٍ وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ عِرْضَ هَذَا ، وَقَذَفَ هَذَا ، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا ، فَيُقْعَدُ ، فَيَقْتَصُّ هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ ، وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يَقْضِيَ مَا عَلَيْهِ مِنْ الْخَطَايَا أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ)
هم اهل الندامة واصحاب النفس الامارة الذين اذا قيل لهم اتق الله اخذتهم العزة في الكبر والجبروت والاستعلاء على الناس الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنغا هم الذين استحبوا الحياة الدنيا على الاخرة وكانوا يتبعون هواهم هم الذين شقوا في الحياة الدنيا وعاشوا في شقاء وبؤس يقولون يوم القيامة يوم يجمع الله الأولين والأخرين ويقدم لهم كتابهم بشمالهم فيقول يا ليتني لم اوتي كتابيه وهم في حسرة وندامة وحرقة وبكاء يوم لا ينفع البكاء (تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ (104) أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فَكُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ (105) قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ (106) رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ (107) قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ)
المفلسون يوم القيامة هم الذين يأتون يوم القيامة بكثرة الصيام والصلاة والزكاة وشتى العبادات ولكن مع الاسف كلها عبادة بلا ضوابط شرعية ولا اتباع سنة همهم كثرتها فقط اغترو بها ولا يهتمون ظلم العباد فاحبط الله اعمالهم ونسو ان العبادة هي المعاملة وان العبد ليبلغ درجة القائم الصائم بحسن الخلق ضاع كل اعمالهم لانهم كانوا يشتاقون ظلم الناس ويتلذذون كشف عوراة المسلمين شتموا هذا وظلموا هذا وسفكوا دم هذا فيعطي الله هذا من حسناته وذاك من حسناته فاذا فنيت حسانته قبل ان يقضى ما عليه اخذ من خطايا الذين ظلمهم فطرحت عليه وطرح في النار (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ (2) عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ (3) تَصْلَىٰ نَارًا حَامِيَةً (4) تُسْقَىٰ مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ (5) لَّيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِن ضَرِيعٍ (6) لَّا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِن جُوعٍ) يتحسرون اشد الحسرة حين يعدل الله بينهم وبين من ظلموا ووضع الكتاب والسجلات ويأخذ الله حسنات المفلس التي تعب بها ويأخذها المظلوم وتنقل اليه سيئات المظلومين عوضا عما ظلم تخيل اخي المسلم هذه المصيبة التي فيها الندامة واليأس والحسرة اصبحت صحيفتهم خالية من الحسنات ومليئة بالسيئات بعد ان كانت كلها حسنات ( اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب (17) وأنذرهم يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع) (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : هَلْ تَدْرُونَ مَنْ الْمُفْلِسُ ؟ قَالُوا : الْمُفْلِسُ فِينَا ، يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ . قَالَ : إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي مَنْ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصِيَامٍ وَصَلَاةٍ وَزَكَاةٍ وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ عِرْضَ هَذَا ، وَقَذَفَ هَذَا ، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا ، فَيُقْعَدُ ، فَيَقْتَصُّ هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ ، وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يَقْضِيَ مَا عَلَيْهِ مِنْ الْخَطَايَا أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ)
ان ثروة الانسان يوم القيامة والرأس المال الحقيقي هو حسناته التي يفتخر بها امام الملأ وهي يوم التغابن فان ضاعت منه خيب امله لأن يوم القيامة لا درهم ولا دينار فالحساب والنجاة من النار يومئذ بالحسنات فلا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم ( فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرءوا كتابيه ( 19 ) إني ظننت أني ملاق حسابيه ( 20 ) فهو في عيشة راضية ( 21 ) في جنة عالية ( 22 ) قطوفها دانية ( 23 ) كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية)
ومن اصحاب الحسرة يوم القيامة المتحابين في الدنيا بالشر والمعاصي واتباع الهوى وقضاء الشهوات المحرمة وارتكاب الجرائم ويصد بعضهم على بعض بالهداية والتقوى ويتصادقون بما يغضب الله فهم يوم القيامة تنقلب خلتهم الى عداوة يعادى بعضهم بعضا فيما بينهم ويلعن بعضهم بعضا فصاروا اعداء لأنهم وجدوا تلك الامور التي تحابوا فيها هي اسباب العذاب يوم القيامة لأن خلتهم ومحبتهم في الدنيا كانت لغير الله وهتك حرمات الله وتجاوز حدوده، فانقلبت يوم القيامة عداوة (الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين)
فلما انكشفت حقائقهم ورأوو انهم في ضلال ولا مفر من عذاب الله انقلبت الخلة الى حسرة وندامة والكراهية فيما بينهم لأنهم كانوا لا يتناهون عن منكر وكانوا فرحين في تجاوز حدود الله ( حتى إذا جاءنا قال يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين (38) ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم أنكم في العذاب مشتركون ) ومن امثال هؤلاء الذين تصدوا فيما بينهم هداية الله عقبة ابن معيط وابي ابن خلف وكانا خليلين عقبة بن أبي معيط دعا مجلسا فيهم النبي صلى الله عليه وسلم لطعام ، فأبى النبي صلى الله عليه وسلم أن يأكل ، وقال : " ولا آكل حتى تشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله " ، فقال : ما أنت بآكل حتى أشهد؟ قال : " نعم " ، قال : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله . فلقيه أمية بن خلف فقال : صبوت؟ اي كفرت فيما كان متعارفا بينهم فقال : إن أخاك على ما تعلم ، ولكني صنعت طعاما فأبى أن يأكل حتى أقول ذلك ، فقلته ، وليس من نفسي والله فقال ابي ابن خلف لا أرضى عنك حتى تتفل في وجهه وتكذبه ، فلم يسلطه الله على ذلك ، فقتل عقبة يوم بدر صبرا . وأما أبي بن خلف فقتله النبي صلى الله عليه وسلم بيده يوم أحد في القتال ، وهما اللذان أنزل الله فيهما
فيندم عقبة ابن معيط اسفا وحسرة لأنه اتاه اليقين فصده خليله فكفر بعد ان جاءه الحق ( ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا ( 27 ) يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلا ( 28 ) لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا) يقول في حسرته وندامته هذا الكافر الظالم لقد اضلني من اتخذته في الدنيا خليلا وصديقا عن القرءان والإيمان ونور الهداية وفارقني طريق رسول الله وما جاء به من عند الله من الحق المبين الذي لا مرية فيه ولا شك ولا غبار
ويوم القيامة اصحاب الحسرة لا يقدرون يتحملون شدة عذاب النار من هولها وحرها ولظها يسئلون الملك الموكل على النار وهو مالك ان يقضي عليهم ربه فيقولون (وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ ۖ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ) سبحان الله من شدة الندامة والحسرة وحيث لا تنفعهم الندامة بعد ان كانوا في الدنيا يحبون الحياة الدنيا ويؤثرون عليها اصبحوا اليوم يطلبون الموت فذكر في الاثر ان مالك خازن النار لا يرد عليهم الا بعد الف سنة فبقول لهم (لَقَدْ جِئْنَاكُمْ بِالْحَقِّ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ)
فيقال لهم خلود بلا موت (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَزِيرٍ ، قَالَ : ثنا الْوَلِيدُ ، قَالَ : ثنا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " يُؤْتَى بِالْمَوْتِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي صُورَةِ كَبْشٍ أَمْلَحَ ، فَيُذْبَحُ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ ، ثُمَّ يُقَالُ : يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ , أَيْقِنُوا بِالْخُلُودِ ، وَيَا أَهْلَ النَّارِ , أَيْقِنُوا بِالْخُلُودِ . قَالَ : فَيَزْدَادُ أَهْلُ النَّارِ حُزْنًا ، وَأَهْلُ الْجَنَّةِ سُرُورًا ")
فيتحسرون فيزداد لهم سوءا وحزنا لأنهم رأوا فيما كانوا يكذبون في الدنيا عيانا بعد ان كانوا ينكرون الغيب والبعث والعذاب وكانوا يقولون استهزاء وسخرية نموت ونحيا وما يهلكنا الى الدهر استنكار توبيخ ولكن بعد ما رأوا الحق والعذاب صاروا يقولون (وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ)
ومن اصحاب الحسرة يوم القيامة المتحابين في الدنيا بالشر والمعاصي واتباع الهوى وقضاء الشهوات المحرمة وارتكاب الجرائم ويصد بعضهم على بعض بالهداية والتقوى ويتصادقون بما يغضب الله فهم يوم القيامة تنقلب خلتهم الى عداوة يعادى بعضهم بعضا فيما بينهم ويلعن بعضهم بعضا فصاروا اعداء لأنهم وجدوا تلك الامور التي تحابوا فيها هي اسباب العذاب يوم القيامة لأن خلتهم ومحبتهم في الدنيا كانت لغير الله وهتك حرمات الله وتجاوز حدوده، فانقلبت يوم القيامة عداوة (الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين)
فلما انكشفت حقائقهم ورأوو انهم في ضلال ولا مفر من عذاب الله انقلبت الخلة الى حسرة وندامة والكراهية فيما بينهم لأنهم كانوا لا يتناهون عن منكر وكانوا فرحين في تجاوز حدود الله ( حتى إذا جاءنا قال يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين (38) ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم أنكم في العذاب مشتركون ) ومن امثال هؤلاء الذين تصدوا فيما بينهم هداية الله عقبة ابن معيط وابي ابن خلف وكانا خليلين عقبة بن أبي معيط دعا مجلسا فيهم النبي صلى الله عليه وسلم لطعام ، فأبى النبي صلى الله عليه وسلم أن يأكل ، وقال : " ولا آكل حتى تشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله " ، فقال : ما أنت بآكل حتى أشهد؟ قال : " نعم " ، قال : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله . فلقيه أمية بن خلف فقال : صبوت؟ اي كفرت فيما كان متعارفا بينهم فقال : إن أخاك على ما تعلم ، ولكني صنعت طعاما فأبى أن يأكل حتى أقول ذلك ، فقلته ، وليس من نفسي والله فقال ابي ابن خلف لا أرضى عنك حتى تتفل في وجهه وتكذبه ، فلم يسلطه الله على ذلك ، فقتل عقبة يوم بدر صبرا . وأما أبي بن خلف فقتله النبي صلى الله عليه وسلم بيده يوم أحد في القتال ، وهما اللذان أنزل الله فيهما
فيندم عقبة ابن معيط اسفا وحسرة لأنه اتاه اليقين فصده خليله فكفر بعد ان جاءه الحق ( ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا ( 27 ) يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلا ( 28 ) لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا) يقول في حسرته وندامته هذا الكافر الظالم لقد اضلني من اتخذته في الدنيا خليلا وصديقا عن القرءان والإيمان ونور الهداية وفارقني طريق رسول الله وما جاء به من عند الله من الحق المبين الذي لا مرية فيه ولا شك ولا غبار
ويوم القيامة اصحاب الحسرة لا يقدرون يتحملون شدة عذاب النار من هولها وحرها ولظها يسئلون الملك الموكل على النار وهو مالك ان يقضي عليهم ربه فيقولون (وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ ۖ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ) سبحان الله من شدة الندامة والحسرة وحيث لا تنفعهم الندامة بعد ان كانوا في الدنيا يحبون الحياة الدنيا ويؤثرون عليها اصبحوا اليوم يطلبون الموت فذكر في الاثر ان مالك خازن النار لا يرد عليهم الا بعد الف سنة فبقول لهم (لَقَدْ جِئْنَاكُمْ بِالْحَقِّ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ)
فيقال لهم خلود بلا موت (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَزِيرٍ ، قَالَ : ثنا الْوَلِيدُ ، قَالَ : ثنا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " يُؤْتَى بِالْمَوْتِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي صُورَةِ كَبْشٍ أَمْلَحَ ، فَيُذْبَحُ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ ، ثُمَّ يُقَالُ : يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ , أَيْقِنُوا بِالْخُلُودِ ، وَيَا أَهْلَ النَّارِ , أَيْقِنُوا بِالْخُلُودِ . قَالَ : فَيَزْدَادُ أَهْلُ النَّارِ حُزْنًا ، وَأَهْلُ الْجَنَّةِ سُرُورًا ")
فيتحسرون فيزداد لهم سوءا وحزنا لأنهم رأوا فيما كانوا يكذبون في الدنيا عيانا بعد ان كانوا ينكرون الغيب والبعث والعذاب وكانوا يقولون استهزاء وسخرية نموت ونحيا وما يهلكنا الى الدهر استنكار توبيخ ولكن بعد ما رأوا الحق والعذاب صاروا يقولون (وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ)
No comments:
Post a Comment