بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام علي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى ءاله وصحبه وسلم
هو يوم الفزع الاكبر يوم يجعل الله الولدان شيبا من شدة اهوالها وكربها وخوفها وعظمة احوالها وذلك حين يقول اللّه تعالى لآدم: ابعث بعث النار، فيقول: من كم؟ فيقول من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون إلى النار وواحد إلى الجنة
ماذا اعدت لهذا اليوم من الزاد والتقوى والاستعداد لوقوف وامتثال امام الله يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم ولما كان ينصح رسول الله صلى الله عليه وسلم من هول هذا اليوم لابي ذر الغفاري قال له (جدد السفينة ، فإن البحر عميق ..وأكثر الزاد فإن السفر طويل وخفف الحمل فإن العقبة كؤدد ..وأخلص العمل فإن الناقد بصير فاليوم عمل لا حساب ، وغداً حساب لا عمل)
يوم يفر كل منا على الأخر ويفر منك الاقرب الاقربين على عظمة هذا اليوم وكل واحد يقول نفسي نفسي من شدة الهول وخوفه بما قدم واخر ولا يدري ماذا سيواجه بهذا اليوم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (سألت عائشة رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت : يا رسول الله بأبي أنت وأمي ، إني سائلتك عن حديث أخبرني أنت به ، قال : " إن كان عندي منه علم " قالت : يا نبي الله كيف يحشر الرجال ؟ قال : " حفاة عراة " ، ثم انتظرت ساعة فقالت : يا نبي الله كيف يحشر النساء ؟ قال : " كذلك حفاة عراة " ، قالت : واسوأتاه من يوم القيامة ، قال : " وعن ذلك تسأليني ؟ إنه قد نزلت علي آية لا يضرك كان عليك ثياب أم لا " ، قالت : أي آية هي يا نبي الله ؟ قال : ( لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه)) هي يوم الحسرة والندامة والتفريط فان كان مسيئا ندم لتفريطه بما قدم يقول في نفسه يا ويلتى على ما ضيعت من العمل بما امرني ربي وقصرت في طاعة الله واجتناب المعاصي يتحسر في التفريط على التوبة والانابة ويود لو كان من المخلصين والمتقين وان كان محسنا ندم بتقصيره على ما قدم هذا اليوم وضيع اوقاته بقلة العبادة ومما فاتته من الايام الخالية يود لو يعيد الى الدنيا فيكثر العمل الصالح (أن تقول نفس ياحسرتا على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين ( 56 ) أو تقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (" كل أهل النار يرى مقعده من الجنة فيقول : لو أن الله هداني ؟ ! فتكون عليه حسرة " . قال : " وكل أهل الجنة يرى مقعده من النار فيقول : لولا أن الله هداني ! " قال : " فيكون له الشكر ")
هي يوم ان ترجع الى الله كما خلقك اول مرة ضعيفا وحيدا لا انيس لك ولا شفيعة ولا مال ولا جاه ولا حشم ولا خدم ولا سلطة حافيا عاريا غرلا كما ولدتك امك وتركت وراء ظهرك كل ما كنت تتباهى به وتفتخر به من مال وولد وعلم وقوة اي من النعم والمال الذي جمعته وثبت في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (" يقول ابن آدم : مالي مالي ، وهل لك من مالك إلا ما أكلت فأفنيت ، أو لبست فأبليت ، أو تصدقت فأمضيت ، وما سوى ذلك فذاهب وتاركه للناس ") (ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم) سألت عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قول الله ولقد جئتمونا فرادى (فقالت : واسوأتاه ، إن الرجال والنساء يحشرون جميعا ينظر بعضهم إلى سوأة بعض ! فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه " لا ينظر الرجال إلى النساء ، ولا النساء إلى الرجال ، شغل بعضهم عن بعض)
هي يوم تقدم الملائكة المكلفة بالسجلات والصحائف باعمال العباد الذين لا يفارقوننا اين ما كنا وحيثما حلينا ويلازموننا في كل سكناتنا وحركاتنا (عن اليمين وعن الشمال قعيد ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد) يقدمون لرب العالمين الصحائف والكتب والسجلات مما كتبت من خير وشر واعمال العباد من الذنوب الكبيرة والصغيرة ومن محقراتها التي كان لا يبالونها ولا يعطونها وزنا ولا يهتمون بها ومن اعمال الخير من جلها وقليلها ويقول المرء ذلك اليوم مستغربا ومعجبا لانه يرى مما صدر عنه كثيره وقليله وعمله حاضرا ليس منه شيئا غائبا ولا منسيا (ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا)
ويردهم الله عليهم انا كنا نأمر الحفظة ان تكتب اعمالكم من غير زيادة ولا نقصان ولا يظلمونكم بشيء مما عملتم من خير وشر وتفريط واهمال ومما عملتم المنكر والمعروف ولم يكتبوا الحفظة عليكم غير ما عملتم لانكم ذكرتم ما كان منكم ولا ينسى احد شيئا مما كان منه وكل احد يقرأ كتابه بنفسه وان الله عز وجل لا يظلم في الجزاء ان كان خيرا فخيرا وان كان شرا فشرا فبعض الناس يؤتى كتابهم بيمينهم وبعضهم يؤتى كتابهم بشمالهم وبعضهم يؤتى كتابهم وراء ظهورهم (هَٰذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ ۚ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)
(اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا)
ولذلك ان ربك لا يظلمك من عملك شيئا ومن رحمته يكتب لك عملك وان كنت مريضا لا تقدر القيامة به ويجزيك ويثيبك من غير ان تعمل بالاعمال المواظبة التي كنت تعملها كل يوم وحزبك الذي داومت بها في حياتك (" ليس من عمل يوم إلا وهو يختم عليه ، فإذا مرض المؤمن قالت الملائكة : يا ربنا ، عبدك فلان ، قد حبسته ؟ فيقول الرب جل جلاله : اختموا له على مثل عمله ، حتى يبرأ أو يموت ")
وان انكر المرء كل هذه الصحف ودعى الملائكة انهم ظلموهم وكتبوا له مما لم يعمل يقول الله سبحانه وتعالى (اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون) ويقول ايضا جل شأنه (وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء وهو خلقكم أول مرة وإليه ترجعون وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم ولكن ظننتم أن الله لا يعلم كثيرا مما تعملون وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم فأصبحتم من الخاسرين)
اخي المسلم الارض تشهد مما عملت على وجه الارض من خير وشر وظلم وفساد وفواحش الم تسمع قول الله وقال الانسان مالها يومئذ تحدث اخبارها بأن ربك اوحى لها وقول الله ايضا انا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا وءاثارهم وكل شيء احصيناه في امام مبين. وهكذا ان ءاثارك مكتوبة عند الله وما قدمت لله اين وضعتها وبما وضعتها وكل شيء يحصى الله لك ولا يظلم الله احدا
هو يوم الفرح والجزاء الاعظم الاكبر يوم الدين يوم يدان كل امرىء بما فعل (كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ (38) إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ (39) فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ (40) عَنِ الْمُجْرِمِينَ (41) مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (42) قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (43) وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ (44) وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ (45) وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ (46) حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ (47) فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ (48) فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ (49) كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ (50) فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ)
يوم يجازي الله المتقين باعمالهم الصالحة بقيامهم بظلمة الليل وسكونه والناس النيام وكانوا يتلون كتاب الله حق تلاوته الذين كانوا يستأنسون ربهم بغفلة الغافلين كانوا قليلا من الليل ما يهجعون وبالاسحارهم يستغفرون المشائين في الظلمات الذين بشرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنور التام بهذا اليوم هو يوم الفرح الاكبر لمن قدم كتابه بيمينه ويصرخ امام الملأ الاعظم والجمع الغفير فرحا وسرورا حينما يرى انه نجا من فضيحة هذا اليوم ( فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرءوا كتابيه ( 19 ) إني ظننت أني ملاق حسابيه ( 20 ) فهو في عيشة راضية ( 21 ) في جنة عالية ( 22 ) قطوفها دانية ( 23 ) كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية)
يوم يرحب الله ضيوفه المتقين بالجنة اهل الزهد والشهداء والصالحين معززين مكرمين يرحبون بالجنة وابوابها مفتحة (وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين وترى الملائكة حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم وقضي بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين)
( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون)
- ايتها المرأة السافرة المتبرجة التي هتكت سترة الحياء وتعديت حدود شرع الله وبعت دينك بدنياك بثمن زهيد لا قيمة له التي فتنت بجمالها الساحر بضعاف القلوب من الرجال وهيجت غريزة شهوة الرجال واغريتهم بحركاتك واصبحوا سكارى ولكنهم ليسوا بسكارى ولكن فتنتك واغرائك سكرتهم واتيت بهم عن اليمين والشمال ومن الخلف والامام الا تتقي الله الم يأمرك ربك الا تتعطري عند خروجك من البيت والا تكشفي جسمك ولا تضربي رجلك على الارض ولا ترفعي صوتك ولا تتبرجي الم تسمعي قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (وعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ما تركت بعدي فتنة هي أضر على الرجال من النساء") اليس من الافضل ان تخمدي نيران فتنتك واغرائك واغوائك على الرجال كم فرقت بين الاحباء وخربت وافسدت بيوت الازواج من اجل فتنتك وانحرفوا ضعاف القلوب والايمان بسببك الم تسمعي قول رسول الله (عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون، فاتقوا الدنيا واتقوا النساء؛ فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء")
الا تهتمي نصيحة رسول الله حتى ينجوا امة المسلمين من فتنة بني اسرائيل الم يخطري بالك ولو يوما بهذه الاية الكريمة وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ فان نسيتي هذه الاية الكريمة فاعلمي ان الله سينساك ولا يكلمك يوم القيامة ولا ينظر اليك ماذا انتي فاعلة لو احال الله بينك وبين التوبة (يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون) وكانت خاتمتك بهذه الحالة المخزية سوء الخاتمة
- ايها الحاكم الظالم المستبد يا من ظلم رعيته وحرمت عليهم حريتهم ومنعت عنهم عبادة ربهم واحللت لهم بما حرم الله وحرمت لهم بما احل الله وحكمت عنهم بما لم ينزل به الله ونشرت الفاحشة في المجتمع بما لم يرضي الله الم تعلم ان من عادى وليا من اولياء الله ان الله سيحاربه وينصر وليه الم تعلم ان الله قد لعن الذين لم ينكرون المنكر ولم يأمرون بالمعروف (لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون ( 78 ) كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون) الا تدري ان الله سيناديك باسمك يوم القيامة ويكلمك بدون ترجمان قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (" مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلا سَيُكَلِّمُ رَبَّهُ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تُرْجُمَانٌ ، ثُمَّ يَنْظُرُ مَنْ أَيْمَنَ مِنْهُ فَلا يَرَى إِلا مَا قَدَّمَ مِنْ عَمَلِهِ ، ثُمَّ يَنْظُرُ أَشْأَمَ مِنْهُ ، فَلا يَرَى إِلا مَا قَدَّمَ ، ثُمَّ يَنْظُرُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَلا يَرَى إِلا النَّارَ تِلْقَاءَ وَجْهِهِ ، فَاتَّقُوا النَّارَ , وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ ") الا تخاف ان يرد الله عليك توبتك ان اردت ان تتوب كما ردها فرعون لعنة الله عليه ( آلآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية وإن كثيرا من الناس عن آياتنا لغافلون)
- ايها الغني يا من استكبر بماله وانفقها بما يغضب الله وبما يصد عن سبيل الله وفعل الفواحش وحرم الفقراء بحقهم ان الله امنك بهذا المال على ان تؤدي حقه ويمتحنك بها
الا تخاف ان يعذبك الله بهذا المال (يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون)
الا تخاف ان يحول الله لك بما تشتهي كل نفس عند خواتيمها (وحيل بينهم وبين ما يشتهون كما فعل بأشياعهم من قبل إنهم كانوا في شك مريب)
هي يوم ان ترجع الى الله كما خلقك اول مرة ضعيفا وحيدا لا انيس لك ولا شفيعة ولا مال ولا جاه ولا حشم ولا خدم ولا سلطة حافيا عاريا غرلا كما ولدتك امك وتركت وراء ظهرك كل ما كنت تتباهى به وتفتخر به من مال وولد وعلم وقوة اي من النعم والمال الذي جمعته وثبت في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (" يقول ابن آدم : مالي مالي ، وهل لك من مالك إلا ما أكلت فأفنيت ، أو لبست فأبليت ، أو تصدقت فأمضيت ، وما سوى ذلك فذاهب وتاركه للناس ") (ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم) سألت عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قول الله ولقد جئتمونا فرادى (فقالت : واسوأتاه ، إن الرجال والنساء يحشرون جميعا ينظر بعضهم إلى سوأة بعض ! فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه " لا ينظر الرجال إلى النساء ، ولا النساء إلى الرجال ، شغل بعضهم عن بعض)
هي يوم تقدم الملائكة المكلفة بالسجلات والصحائف باعمال العباد الذين لا يفارقوننا اين ما كنا وحيثما حلينا ويلازموننا في كل سكناتنا وحركاتنا (عن اليمين وعن الشمال قعيد ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد) يقدمون لرب العالمين الصحائف والكتب والسجلات مما كتبت من خير وشر واعمال العباد من الذنوب الكبيرة والصغيرة ومن محقراتها التي كان لا يبالونها ولا يعطونها وزنا ولا يهتمون بها ومن اعمال الخير من جلها وقليلها ويقول المرء ذلك اليوم مستغربا ومعجبا لانه يرى مما صدر عنه كثيره وقليله وعمله حاضرا ليس منه شيئا غائبا ولا منسيا (ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا)
ويردهم الله عليهم انا كنا نأمر الحفظة ان تكتب اعمالكم من غير زيادة ولا نقصان ولا يظلمونكم بشيء مما عملتم من خير وشر وتفريط واهمال ومما عملتم المنكر والمعروف ولم يكتبوا الحفظة عليكم غير ما عملتم لانكم ذكرتم ما كان منكم ولا ينسى احد شيئا مما كان منه وكل احد يقرأ كتابه بنفسه وان الله عز وجل لا يظلم في الجزاء ان كان خيرا فخيرا وان كان شرا فشرا فبعض الناس يؤتى كتابهم بيمينهم وبعضهم يؤتى كتابهم بشمالهم وبعضهم يؤتى كتابهم وراء ظهورهم (هَٰذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ ۚ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)
(اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا)
ولذلك ان ربك لا يظلمك من عملك شيئا ومن رحمته يكتب لك عملك وان كنت مريضا لا تقدر القيامة به ويجزيك ويثيبك من غير ان تعمل بالاعمال المواظبة التي كنت تعملها كل يوم وحزبك الذي داومت بها في حياتك (" ليس من عمل يوم إلا وهو يختم عليه ، فإذا مرض المؤمن قالت الملائكة : يا ربنا ، عبدك فلان ، قد حبسته ؟ فيقول الرب جل جلاله : اختموا له على مثل عمله ، حتى يبرأ أو يموت ")
وان انكر المرء كل هذه الصحف ودعى الملائكة انهم ظلموهم وكتبوا له مما لم يعمل يقول الله سبحانه وتعالى (اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون) ويقول ايضا جل شأنه (وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء وهو خلقكم أول مرة وإليه ترجعون وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم ولكن ظننتم أن الله لا يعلم كثيرا مما تعملون وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم فأصبحتم من الخاسرين)
اخي المسلم الارض تشهد مما عملت على وجه الارض من خير وشر وظلم وفساد وفواحش الم تسمع قول الله وقال الانسان مالها يومئذ تحدث اخبارها بأن ربك اوحى لها وقول الله ايضا انا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا وءاثارهم وكل شيء احصيناه في امام مبين. وهكذا ان ءاثارك مكتوبة عند الله وما قدمت لله اين وضعتها وبما وضعتها وكل شيء يحصى الله لك ولا يظلم الله احدا
هو يوم الفرح والجزاء الاعظم الاكبر يوم الدين يوم يدان كل امرىء بما فعل (كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ (38) إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ (39) فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ (40) عَنِ الْمُجْرِمِينَ (41) مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (42) قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (43) وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ (44) وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ (45) وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ (46) حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ (47) فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ (48) فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ (49) كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ (50) فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ)
يوم يجازي الله المتقين باعمالهم الصالحة بقيامهم بظلمة الليل وسكونه والناس النيام وكانوا يتلون كتاب الله حق تلاوته الذين كانوا يستأنسون ربهم بغفلة الغافلين كانوا قليلا من الليل ما يهجعون وبالاسحارهم يستغفرون المشائين في الظلمات الذين بشرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنور التام بهذا اليوم هو يوم الفرح الاكبر لمن قدم كتابه بيمينه ويصرخ امام الملأ الاعظم والجمع الغفير فرحا وسرورا حينما يرى انه نجا من فضيحة هذا اليوم ( فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرءوا كتابيه ( 19 ) إني ظننت أني ملاق حسابيه ( 20 ) فهو في عيشة راضية ( 21 ) في جنة عالية ( 22 ) قطوفها دانية ( 23 ) كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية)
يوم يرحب الله ضيوفه المتقين بالجنة اهل الزهد والشهداء والصالحين معززين مكرمين يرحبون بالجنة وابوابها مفتحة (وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين وترى الملائكة حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم وقضي بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين)
( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون)
- ايتها المرأة السافرة المتبرجة التي هتكت سترة الحياء وتعديت حدود شرع الله وبعت دينك بدنياك بثمن زهيد لا قيمة له التي فتنت بجمالها الساحر بضعاف القلوب من الرجال وهيجت غريزة شهوة الرجال واغريتهم بحركاتك واصبحوا سكارى ولكنهم ليسوا بسكارى ولكن فتنتك واغرائك سكرتهم واتيت بهم عن اليمين والشمال ومن الخلف والامام الا تتقي الله الم يأمرك ربك الا تتعطري عند خروجك من البيت والا تكشفي جسمك ولا تضربي رجلك على الارض ولا ترفعي صوتك ولا تتبرجي الم تسمعي قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (وعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ما تركت بعدي فتنة هي أضر على الرجال من النساء") اليس من الافضل ان تخمدي نيران فتنتك واغرائك واغوائك على الرجال كم فرقت بين الاحباء وخربت وافسدت بيوت الازواج من اجل فتنتك وانحرفوا ضعاف القلوب والايمان بسببك الم تسمعي قول رسول الله (عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون، فاتقوا الدنيا واتقوا النساء؛ فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء")
الا تهتمي نصيحة رسول الله حتى ينجوا امة المسلمين من فتنة بني اسرائيل الم يخطري بالك ولو يوما بهذه الاية الكريمة وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ فان نسيتي هذه الاية الكريمة فاعلمي ان الله سينساك ولا يكلمك يوم القيامة ولا ينظر اليك ماذا انتي فاعلة لو احال الله بينك وبين التوبة (يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون) وكانت خاتمتك بهذه الحالة المخزية سوء الخاتمة
- ايها الحاكم الظالم المستبد يا من ظلم رعيته وحرمت عليهم حريتهم ومنعت عنهم عبادة ربهم واحللت لهم بما حرم الله وحرمت لهم بما احل الله وحكمت عنهم بما لم ينزل به الله ونشرت الفاحشة في المجتمع بما لم يرضي الله الم تعلم ان من عادى وليا من اولياء الله ان الله سيحاربه وينصر وليه الم تعلم ان الله قد لعن الذين لم ينكرون المنكر ولم يأمرون بالمعروف (لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون ( 78 ) كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون) الا تدري ان الله سيناديك باسمك يوم القيامة ويكلمك بدون ترجمان قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (" مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلا سَيُكَلِّمُ رَبَّهُ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تُرْجُمَانٌ ، ثُمَّ يَنْظُرُ مَنْ أَيْمَنَ مِنْهُ فَلا يَرَى إِلا مَا قَدَّمَ مِنْ عَمَلِهِ ، ثُمَّ يَنْظُرُ أَشْأَمَ مِنْهُ ، فَلا يَرَى إِلا مَا قَدَّمَ ، ثُمَّ يَنْظُرُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَلا يَرَى إِلا النَّارَ تِلْقَاءَ وَجْهِهِ ، فَاتَّقُوا النَّارَ , وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ ") الا تخاف ان يرد الله عليك توبتك ان اردت ان تتوب كما ردها فرعون لعنة الله عليه ( آلآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية وإن كثيرا من الناس عن آياتنا لغافلون)
- ايها الغني يا من استكبر بماله وانفقها بما يغضب الله وبما يصد عن سبيل الله وفعل الفواحش وحرم الفقراء بحقهم ان الله امنك بهذا المال على ان تؤدي حقه ويمتحنك بها
الا تخاف ان يعذبك الله بهذا المال (يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون)
الا تخاف ان يحول الله لك بما تشتهي كل نفس عند خواتيمها (وحيل بينهم وبين ما يشتهون كما فعل بأشياعهم من قبل إنهم كانوا في شك مريب)
No comments:
Post a Comment