Sunday, 21 December 2014

وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسئلون

بسم الله الرحمن الرحيم 
الحمد لله والصلاة والسلام علي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى ءاله وصحبه وسلم

ان به لحلاوة وان عليه لطلاوة وان أعلاه لمثمر وان أسفله لمغدق وانه ليعلو ولا يعلى عليه
هذا القول اعتراف من كافر وعدو من اعداء الاسلام وعدو رسول الله اعترف بعظمة القرءان وعلو مقامه وحلو بلاغته وسمو معانيه والفاظه وعلوه على كل الكلام واعترافه على ان هذا ليس كلام البشر ولا كلام الشعراء 
حتى كاد لا يقدر يتحمل سماع القرءان من فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم حين كان يقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة (فصلت) ولما وصل رسول الله (فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ) طلب الوليد ان يسكت رسول الله وان يتوقف عن القراءة فقال له اناشدك الله والرحم - اناشدك الله والرحم ولم يقدر سماع مواصلة القرءان من الخوف والفزع بهذه الصاعقة الذي ذكر رسول الله في القرءان لانهم كانوا يعرفون ويعلمون علم اليقين ان النبي لا ينطق عن الهوى وقد بين الله ذلك في كتابه انهم يعلمون صدقية رسول الله وما انزل عليه ولكنهم يجحدون ويصدون عن الحق ( قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون) لانهم كانوا معاندين ويصدون عن هذا الدين حسدا وجحودا واستكبارا وتمسكا يشعارهم انا وجدنا ءابائنا ولكنهم يعرفون ويقرون لنبوته ويعرفون بعلم ويقين صدق رسول الله وبما انزل الله اليه ومما يدل هذا ها هو الوليد يعترف بعظمة القرءان وخوفه بالصاعقة صاعقة عاد وثمود وكذلك لما بشر رسول الله صلى الله عليه وسلم لامية بن خلف انه سيقتله في حرب بدر وكان يخاف خوفا شديدا بانه يعلم ان رسول الله يقول الحق وكلامه وحيي حتى قالت له زوجته فوالله لا يكذب محمدا     
وقبل ان يسمع الوليد ابن المغيرة بهذه السورة الكريمة كان ينكر هذا القرءان ويتهم النبي بشتى الاتهامات من السحر والكهانة والجنون فقال الله في حقه ( كَلَّا ۖ إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيدًا (16) سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا (17إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (18) فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (19) ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (20) ثُمَّ نَظَرَ (21) ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ (22) ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ (23) فَقَالَ إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ(24) إِنْ هَٰذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ (25) سَأُصْلِيهِ سَقَرَ) ولكن لما سمع القرءان تغير
رأيه واعترف بعظمته وعلو شأنه حتى استغربوا قومه لما رجع اليهم قالوا و الله عاد الوليد بغير الوجه الذي ذهب فقال لقومه و الله لقد سمعت كلاماً ما سمعت مثله قط ثم قال إن لقوله لحلاوة , و إن لعليه لطلاوة , لأعلاه لمثمر , و إن لأسفله لمغدق , و إنه لا يعلى و لا يعلا عليه حتى قالوا لقد صبأت يا وليد فقال والله ما صبأت فقالوا له لقد سمعت من محمد شعرا وسحر الكلام فقال لهم ما هو بشاعر , لقد عرفنا الشعر كله رجزه و هزجه و قريضه و مقبوضه و مبسوطه , فما هو بالشعر 
فقالوا اذاً محمد كاهن قال لا , و الله , ما هو بكاهن , لقد رأينا الكهان فما هو بزمزمة الكاهن و لا سجعه
فقالوا اذاً محمد مجنون وجنك بجنونه ويوحونه على الاساطير والاباطيل والخرافات
قال ما هو بمجنون , لقد رأينا الجنون و عرفناه , فما هو بخنقه , و لا تخالجه , و لا وسوسته .
فقالوا اذاً محمد ساحر جاء بالسحر والشعوذة 
فقال لهم ما هو بساحر , لقد رأينا السحار و سحرهم , فما هو بنفثهم و لا عقدهم . هكذا القرءان بعظمته يغير كل عنيد وجبار وقاسي القلب ومنكر الرسالة والوحيي ويلين قلبه ويعترف بعظمته سواء صدق وءامن ام لم يصدق ولكن الله ينطقه بلسانه كلمة الحق
هذا حال الكافر العنيد الذي كان يعيش في الجاهلية يعترف بعظمة القرءان
وماذا هو حالنا اليوم فقد ظهرت في هذه السنوات الاخيرة ملاحدة ومنكري عظمة القرءان واتهموا القرءان بالتناقض والاباطيل ومما يخالف العقل البشري ومع الاسف الشديد هؤلاء هم من ابناء الاسلام الذين تربوا في حضن الاسلام منذ طفولتهم الى ان صاروا علماء فبعضهم كانوا اساتذة للعقيدة والفقة وبعضهم كانوا دعاة للدين ولكن من سوء الحظ استحوذ عليهم الشيطان وملك عقولهم وانحرفوا على طريق الحق وبدلوا دينهم واصبحوا اعداء الاسلام وملاحدة اشد عداوة من اعداء الاسلام 
اين التناقض والاباطيل يا سفيه ويا قليل العقل اوما سمعت قول الله (لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ۖ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) (الر ۚ كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ) اعلم يا هذا ان القرءان محفوظ من عند الله لا ينقص منه شيء فيأتيه الباطل من بين يديه ولا يزاد فيه فيأتيه الباطل من خلفه ولا يأتيه التكذيب من الكتب الذي قبله لأن كلهم منزل من الله برسله ولا يجيء من بعده كتاب فيبطله او ينسخه فيشكك المسلمين في عقيدتهم لأنه كتاب عزيز تنزيل من حكيم حميد
ان هذا الكتاب محكم من الله بتنظيمه وبديع معانيه ومتقن من الله اي نظمه نظما محكما لا يلحقه تناقض ومحكم الفاظه احكمها الله من الباطل ثم فصلها بعلمه واحكمه من الدخل والخلل والاباطيل والتهم قال تعالى (ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين) كتاب الله لا ريب فيه ولا شك فيه هدى للمتقين  
وقد اكد ذلك نبينا ان هذا القرءان من الله وكلامه منزل من عند الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أبشروا أبشروا ؛ أليس تشهدون أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ؟ قالوا : نعم ، قال : فإن هذا القرآن سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم فتمسكوا به ، فإنكم لن تضلوا ولن تهلكوا بعده أبدا)
وقد ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم ان هذا القرءان يحتوي بجميع العلوم ما ترك شيئا الا ذكر فيه خبر ما قبلنا ونبأ ما بعدنا ولا يشبع علمه واحكامه ومعانيه العلماء الاجلاء هو حبل الله المتين لا تنقضي عجائبه وهو الشافي المشفي من كل مرض وزيغ واهواء من تمسك عصم ولا يشقى ومن ترك وهجر عنه هلك وانحرف عن الصراط المستقيم هو نور الله ومن اتبع هداه نجا ولا يزيغ ولا يضل ونجا من هوى النفس وسوئها وفتنها (حدثنا حسين بن علي عن حمزة الزيات عن أبي المختار الطائي عن ابن أخي الحارث الأعور عن الحارث عن علي قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : كتاب الله فيه خبر ما قبلكم ونبأ ما بعدكم وحكم ما بينكم ، هو الفصل ليس بالهزل ، هو الذي لا تزيغ به الأهواء ، ولا يشبع منه العلماء ، ولا يخلق عن كثرة رد ، ولا تنقضي عجائبه ، هو الذي من تركه من جبار قصمه الله ، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله ، هو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم ، وهو الصراط المستقيم ، هو الذي من عمل به أجر ، ومن حكم به عدل ، ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم ، خذها إليك يا أعور
وهذا الكتاب محكم ومحفوظ ومهيمن ورقيب على كتب السماوية الاخرى الذي كان من قبله وشهدت الكتب السماوية الذي كانت من قبله وصدقته انه حق من عند الله وامينا على ما كان قبله من الكتب السماوية وشهيدا على كل الكتاب الذي انزلت على انبياء الله فهو امين وشاهد وحاكم هيمن على كل الكتب جعل الله هذا الكتاب العظيم الذي ءاخر الكتب السماوية وخاتمها اشملها واعظمها واحكمها وجمع فيه محاسن ما قبله مما ليس فيه غيره وكفل الله تعالى بحفظه بنفسه الكريمة قال تعالى (وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم في ما آتاكم فاستبقوا الخيرات إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون)
اذاً ايها الملاحدة الجهلة من اين اتيتم هذه التناقضات الذي اتهمتم به كتاب الله ومما لا يوافق به العقل وهل امرنا الله ان نعبده بالعقل ام بالنقل وهل قدرة العقل المحدودة ان تدرك رب العالمين وهل الكفار الذين كانوا يعيشون في عصر الجاهلية الذين كانوا يعاندون رسول الله ويعادونه ويجادلونه وينكرون الوحي والبعث والحشر اكثر منكم عقلا هاهم قد اعترفوا عظمة القرءان في تنسيقه وتنظيمه وبلاغته ومدحوه مدحا بليغا هل تعلم يا ملحد يا قليل العقل ان كفار مكة واعداء الدين ورسول الله مع انكارهم في هذا القرءان ولكنهم كانوا يتسللون بالليل ويختفي بعضهم على بعض في ظلام الليل مما اثر عليهم عظمة القرءان روى البيهقي أن جماعة من الكفار والمشركين كانوا يتسللون في ظلام الليل ليسمعوا القرآن من رسول الله وهو يصلي بالليل في بيته ، وقد أخذ كل واحد منهم مجلسه ليستمع فيه ، وكل لا يعلم بمكان صاحبه ، فباتوا يستمعون القرآن ، حتى إذا أصبحوا وطلع الفجر ، إذا بهم يتفرقون فيجمعهم الطريق فيتساءلون أين كنتم؟ فيقولون: كنا نسمع القرآن من محمد بن عبدالله فتلاوموا على ذلك وقال بعضهم لبعض: لا تعودوا لمثل هذا ، فلو رآكم بعض سفائكم لأوقعتم في نفسه شيئاً، وتعاهدوا على عدم العودة إلى سماع القرآن مرة أخرى ، وعلى الرغم من ذلك ، تكرر منهم هذا الأمر مرتين بعد ذلك ؛ لسيطرة القرآن على قلوبهم ، وتأثرهم بآياته ولكن يمنعهم الكبر والحسد أن يؤمنوا برسول الله
ايها الملحد الزنديق شئت ام ابيت ان كتاب الله محفوظ لا تضره يد شلاء ولا تؤثره نبح الكلاب ولا حقد الحاقدين ولا المنكرين لا يحتاج منك نصرة محفوظ من قبل الله قال تعالى (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) حفظه الله من فوق سبع سماوات من امثالكم ايها الجهلة الفسقة الذين يدعون العلم ولستم شيئا 
ابشر ايها الملحد ان هذا الكتاب لا ريب فيه ولا شك فيه ولا تناقض فيه ولا يخالف العقل البشرية وهو هدى للمتقين الذين يؤمنون الله وانتم لستم من هؤلاء اتبعتم هواكم وغرتكم الدنيا الفانية واستحوذكم الشيطان مثلكم كمثل الذي انسلخ من نور الله وهداية الله وءاياته وبراهينه (واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين ( 175 ) ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون)    

  

   

No comments:

Post a Comment